تابع الجميع حضور خادم الحرمين الشريفين وضيوفه قادة الدول العربية والإسلامية ختام تمرين رعد الشمال. أظهر المشهد تكاتف الدول العربية والإسلامية ووقوف الجميع لأول مرة في ميدان عسكري واحد لا يشاركهم فيه غريب بعيدا كان أو قريبا. جمال المنظر تجلى في تلك الآمال التي يعقدها الجميع على الملك سلمان في إعادة اللحمة وتوحيد الصف في مواجهة تهديدات كبرى تواجهها الدول العربية والإسلامية، وهي تكافح من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي ومحاولة السير في منظومة الدول المتقدمة من خلال تنمية شعوبها وبلدانها بعيدا عن الخوف من تهديد هنا أو هناك. لعل الإشكالية الأكبر التي لا تزال تسيطر على أسلوب تعامل بعض الدول المتمثلة في تصدير مفاهيمها وإلزام العالم بما تراه كوسيلة للسيطرة على البشر والمقدرات، تؤثر أكبر ما تؤثر في دول العالم الإسلامي. وهنا تستمر محاولات التخلص من أذى مثل هذه الأساليب التي تجاوزتها أغلب دول العالم. البحث عن السلام في هذا العالم مرتكز مهم لعدد من التجمعات الاقتصادية والإنسانية التي اكتشفت أن الإنسان هو الأهم وتنميته وتوفير الحياة الكريمة له هما المهمتان الأهم لكل قيادات دول العالم. تناغمت مع هذا الفكر دول فتحضرت وأصبحت تسيطر على مفاصل الاقتصاد العالمي. بقيت دول أخرى تعيش على محاولة إلحاق الضرر بالآخرين إما هروبا من واقع داخلي مرير، أو بحثا عن خيالات وسراب ليس له حقيقة في عالم لم يعد فيه أثر للاستعمار العسكري. نعيش في منطقتنا هذه، ولا بد أن نتعايش مع هذا التحدي الذي يفرض علينا كثيرا من الالتزامات تجاه الوطن والمواطن. التزامات أهمها توفير الحماية للشعوب من الفكر الضال المنحرف الذي يحاول أن يبدد القدرات البشرية الهائلة التي نفخر بها، وحماية الوطن بجغرافيته وتاريخه وسيادته من محاولات الإساءة والأذى، لنحقق التغيير المهم الذي يعتمد على المنطق والاحترام ومعايير الاحترام المتبادل المعتمدة في كل هيئات وتجمعات دول العالم. من هنا جاءت أهمية رعد الشمال كمؤشر على استعداد العرب والمسلمين على الاتحاد في وجه أي تهديدات يمكن أن تمثلها الأنظمة الفاشية التي تعيش على أنقاض الدول التي تعمل على تدمير شعوبها وحضارتها. فليعلم العالم أننا سنحافظ على أوطاننا وشعوبنا متكاتفين كدولة واحدة.