×
محافظة المنطقة الشرقية

أخطر ما كشفت عنه عملية الإطاحة بالزند

صورة الخبر

يوماً بعد الآخر تثبت العديد من الوقائع السياسية حالة عدم الاتزان التي يعيشها النظام العراقي الذي فضل أن يغرد خارج السرب وأن يكون بعيداً عن التضامن العربي والإسلامي خلف قضايا الأمة، فلقد جاءت كلمة وزير الخارجية العراقي في مجلس الجامعة العربية الذي انعقد على مستوى وزراء الخارجية لتؤكد عدم استفادة بغداد من الدروس السابقة المتمثلة في التخبط السياسي للبوصلة الدبلوماسية العراقية والتي تجرع مرارتها الشعب العراقي المغلوب على أمره الذي يدفع ضريبة اتجاه بغداد لنصرة الأهداف وتنفيذ الأجندة الإيرانية في المنطقة وما المديح الذي كاله الجعفري تجاه الحزب الإرهابي المسمى ب" حزب الله" الذي يغامر بمصالح لبنان وشعبه والمنطقة غير آبه بالعلاقات التي تربط بيروت بمحيطها العربي إلا إثبات جلي على حالة التخبط التي يعيشها النظام العراقي. انتهاكات الحشد الشعبي تدق ناقوس الخطر في الداخل .. ومخاوف من مخططات إيرانية لتغيير التركيبة الديموغرافية لقد تناسى السيد الجعفري في كلمته التي لاقت استياءً كبيراً ما يجري ضد المكون السني في العراق الذي تحاك ضده مؤامرة واضحة المعالم لتهجير السنة من ديارهم رغبة في تغيير التركيبة السكانية للعراق من خلال أداة (الحشد الشعبي) الذي يشرف عليه قاسم سليماني الذي ينفذ تعليمات المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامئني الذي يسعى لتنفيذ مشروعهم الخبيث الذي يستهدف السنة وإلى السيطرة على المنطقة. وتدق انتهاكات المليشيات الشيعية المنضوية تحت ما يعرف بالحشد الشعبي في العراق ناقوس الخطر إزاء المخطط الإيراني الذي يسعى باستماتة إلى تغيير التركيبة الديموغرافية في بلاد الرافدين. إن إصرار الجعفري على تغيير الوقائع وخلق صورة ليست حقيقية لما يجري لن ينطلي على أحد حيث إن الجميع على يقين تام بأن ما يحدث في العراق هو مخطط صفوي لإذلال السنة وتهجيرهم بحجة محاربة التنظيمات الإرهابية فقد باتت الصورة واضحة للجميع بعد تكرار هذه الخطة في "تكريت والدور وجرف الصخر" التي دخلتها مليشيات الحشد الشعبي حيث لم يستطع أهاليها من الدخول إليها بعد تحريرها وقد عمدت المليشيات الطائفية على توزيع الأراضي واحتلال منازل المواطنين العراقيين السنة رغبة في إحداث تغير في التركيبة الديموغرافية. كما أن حرب الحكومة العراقية على "داعش" هي حرب مصطنعة وليس للعراقي قرار فيها فطريقة معالجة الحكومة العراقية لقضية "داعش" هي طريقة انتقامية من اهل السنة ولا تهدف لإخراج "داعش" وهي لعبة واضحة المعالم فالحرب على "داعش" لا تكون بطريقة القصف بالبراميل المتفجرة التي تقع على منازل الأبرياء الذين لم يستطيعوا الخروج من مناطق "داعش" أو من خلال إرسال عناصر الحشد الشعبي للقرى والمدن السنية ليمارسوا انتهاكاتهم وإجرامهم على المستضعفين. ويؤكد السكان المحليون في عدد من المحافظات العراقية المستهدفة أن القصف الأميركي أكثر عدلا ودقة من القصف الحكومي الذي يقع على الآمنين من المدنيين مشيرين بأن هذه الحرب التي تقوم بها الحكومة ليست حربا على "داعش" بل هي تستفيد من ذلك لبقائها في السلطة ومازالت الدماء تسيل وتنزف في العراق وليس لأحد حول ولا قوة في إيقاف استهداف الأبرياء. ويلاحظ المراقبون لتحركات الحكومة العراقية بأنه بعد سقوط عدد من المحافظات العراقية واستيلاء "داعش" عليها طالبت الحكومة بدخول الحشد الشعبي الذي هو حشد شيعي طائفي بامتياز خلاصته مجموعة من المليشيات التابعة لإيران بقيادة قاسم سليماني جُمعت بفتوى من المرجعية في "النجف" لإعطائها الغطاء الشرعي كما أنه عندما قام أبناء العشائر بالقتال مع الحشد الشعبي لتحرير تكريت بمبادرة وطنية منهم تم حرق بيوتهم وسُرقت أموالهم في مناطقهم التي غادروها بعد أن استغلت مليشيا الحشد الشعبي الفراغ الأمني في مناطق أهل السنة بعد ذهاب أبنائهم للقتال لينتقموا منهم شر انتقام. لقد أصبح العراق على كف عفريت والخاسر الوحيد هو المكون السني بعد أن أصبح الآلاف منهم يبيتون في العراء ولا يسمح لهم بالدخول إلى بغداد إلا بكفيل وفي نفس الوقت يطالبون السنة بأن يقاتلوا ويساندوا الجيش وهم الذين لم يقبلوا بدخول نسائهم وأطفالهم وشيوخهم . ويعاني السنة في العراق من ظلم واضطهاد غير مسبوق نظرا للسيطرة الإيرانية على المشهد واستهدافهم من مليشيات إجرامية وعصابات منظمة تفعل ما تشاء دون حسيب أو رقيب فالصبية السنة يخطفون يوميا في كل المحافظات من قبل مجاميع حاقدة كما أن أعراض وممتلكات الناس أصبحوا غير آمنين عليها بعد الاستهداف الواضح للسنة وكرامتهم . إن المهجرين السنة يعيشون في حالة مزرية جدا ويسكنون في مخيمات رديئة الحياة فيها قاسية و ليس هناك كهرباء والمياه ملوثة كما أنهم أصبحوا بين المطرقة والسندان بين جرائم "داعش" والحشد الشعبي "فداعش" عندما ينسحب يأتي مكانه الحشد الشعبي الذي ينتقم من الأهالي بحجة أنهم "داعشيون" وعندما يفر الحشد يظهر "داعش" ليقتص من الأهالي الذين يتهمهم بأنهم من الصحوات والعملاء. وقد بات السنة في العراق على قناعة بأن شعار حرب الإرهاب هو شعار فارغ من المحتوى فهناك أعمال حزبية سياسية داخل الجيش تنحاز لطائفة معينة كما أن ما يجري في العراق من الخروج عن القانون واستغلاله بشكل طائفي أمر خطير جدا وسيؤدي لمزيد من الدماء ولشل الحركة البشرية والاقتصادية والتنمية في البلاد وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" ، اتهمت في تقرير أصدرته السنة الماضية، الميليشيات والمقاتلين المتطوعين، وقوات الأمن العراقية، بالمشاركة في عمليات سلب ونهب وتدمير ممتلكات السنة في المناطق التي دخلتها بعد انسحاب "داعش" منها، ناقلة عن شهود وقائع السلب والتدمير التي شملت عشرات القرى، فيما أشار أهالي للمنظمة أن عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله وسرايا طلائع الخراساني، دمرت، جزئياً أو كلياً، العديد من القرى.