في جلسة حوارية حديثة، سأل أحدُ الحضور صاحبَ السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: كيف أُصبحُ سعيداً؟ وببديهته الحاضرة المتقدة، أجاب صاحبُ السمو: عندما تستيقظ في الصباح، ابتسم، وحافظ على ابتسامتك. وشارك في الحديث معالي أبو فارس، معقباً، فاستشهد بما رواه الإمام الترمذي في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أصبح منكم آمناً في سربه، معافىً في جسده، عنده قوتُ يومه، فكأنما حِيزْت له الدنيا (حسّنه الألباني). كلام سموه يذكرنا جميعاً بالمعنى الحقيقي للسعادة، والذي يتجاوز كثيراً مفهوم المال والرفاه إلى ما تعنيه الحياة والسعادة على أرض الواقع، فالمال سيشتري لك أفضل الأسرّة وغرف النوم لكنه لا يستطيع أبداً أن يشتري لك نوماً هانئاً. والحكومات تستطيع بالمال أن تبني لك كل الأبراج وتشق أفضل الطرق لكنها لا تستطيع بالمال وحده أن توفر لك الأمن والأمان والاطمئنان والدفء النفسي وعلاقة الحب والتكامل بين الحاكم والمحكوم كما نشعر بها في الإمارات لأن هذه أشياء لا تُشترى لا بالمال ولا بأي ثروة ممكنة. تقول حكمة أرسطو: السعادة هي هدف البشرية الحقيقي. وهذا يعني باختصار أن تسأل نفسك ما دورك أنت في تحقيق السعادة في المجتمع، وبالتالي في حياتك؟ هل جربت مثلاً أن تشارك في جلسات العصف الذهني ومجالس محمد بن راشد الذكية؟ هل جربت أن ترفع سماعة الهاتف وتتصل بخدمة الأمين مثلاً إذا رأيت أو عرفت شيئاً ينغص سعادتنا في الدولة وليس بالضرورة شيئاً أمنياً، قد يكون مجرد ظاهرة سلوكية أو خطأ وظيفي مؤذ أو قصور في خدمة معينة أو حتى لو كان لديك اقتراح بناء تريد أن توصله لصنّاع القرار؟ إذا لم تكن جرّبت بعد، فجرّب اليوم، وأخبرني وقتها عن شعورك الداخلي بالسعادة، لأنك شاركت في توفير السعادة لمجتمعك. وعندها سأسألك: هل تعرف ما الإنجاز الحقيقي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في هذا المجال؟ قبل دبي والإمارات، كان العالم حين يقيس السعادة يبحث عنها بعيداً عن وفرة المال والحياة المرفهة بل كان البعض يعتبر المال مصدراً للتعاسة. أما قائدنا وشيخنا محمد بن راشد فقد نجح بفضل الله في أن يدخل السعادة إلى حياتنا رغم وجود المال والرفاهية. هذا هو الإنجاز الحقيقي.