برزت في الفترة الأخيرة تجربة موسيقية في لبنان تحاول نشر بصيص أمل وتفاؤل عبر جمعها خبرة المؤلف والملحن الموسيقي وعازف العود اللبناني شربل روحانا وعددا كبيرا من الموسيقيين من 19 دولة عربية وغربية، نكبت شعوب بعضها بمشاكل وحروب وأزمات. بدأت فرقة الجاز التابعة للمعهد العالي للموسيقى في لبنان أخيرا تقديم حفلات من أجل نشر ثقافة السلام بمشاركة عازف العود شربل روحانا وموسيقيين تركز عملهم في السنوات الأخيرة على تجارب في موسيقى الجاز وقرروا إدخال نوع جديد من الموسيقى إلى الساحة الفنية اللبنانية، يمزج بين الشرقي والغربي. وتقوم الفرقة بإعادة توزيع بعض من أغاني روحانا بشكل يتناسب مع مبدأ فرقة الجاز الكبيرة أو ما يعرف بالـبيغ باند، وكذلك بتلحين نصوص جديدة اختارها روحانا من الشعر العربي. بدأ تعاون روحانا مع بعض هؤلاء العازفين منذ سنوات، لكن منذ أشهر بدأ شكل الفرقة النهائي يتشكل مع انضمام المزيد من العازفين لها، من سوريا وصربيا وألمانيا والولايات المتحدة وغيرها. مشاكل الحرب يعاني بعض العازفين من مشاكل الحرب في دولهم، ووجدوا في الموسيقى متنفسا لهم وتعبيرا عن كل هواجسهم وآلامهم وآمالهم, ومن بين هؤلاء عازف الجاز العالمي مايكل موسمان الحائز على جوائز غرامي في بلاده. قدمت الفرقة في الآونة الأخيرة حفلات لدعم السلام ولفت النظر إلى مشاكل اللجوء وغيرها من القضايا, وكانت المرة الأولى أن يرافق عود فرقة جاز كاملة, وهي تجربة يبدو أنها في طريقها للتكرار في الأشهر المقبلة بعد نجاح الحفلات السابقة. ويقول روحانا للجزيرة نت إن مهمتنا صعبة لأننا نعيش جميعا الوضع السيئ الذي تمر به المنطقة، والأصعب في ظل الوضع الاقتصادي والسياسي المأزم أن يتخطى المرء كل المشاكل وينتج عملا جادا ويأخذ المستمعين معه إلى عوالم أخرى. من جهته يقول طوم هورنغ للجزيرة نت, وهو عازف آلة الساكسوفون ويدير الفرقة, إن ما يحصل هو مثال جميل عن كيف اجتمع أشخاص من كل دول العالم بعضهم مع بعض أمر جميل. من جانبه يرى هورنغ الأميركي الجنسية الذي استقر في لبنان منذ حوالي 20 عاما, وعمل مع عدد من الفنانين والفرق الموسيقية, ان كل ما يجري في المنطقة محزن وصعب ومحبط, ويؤكد أن ما يمكن أن نفعله كموسيقيين هو أن نقدم نموذجا جميلا يبين كيف يمكن للبشر أن يجتمعوا من أماكن مختلفة لتقديم شيء ساحر.