×
محافظة المنطقة الشرقية

المنيع: مهرجان الأحساء ل«الجميع» من أنجح المهرجانات

صورة الخبر

< اشتهر الدكتور عوض القرني بكتابه: «الحداثة في ميزان الإسلام»، الذي أصدره قبل 18 عاماً، وهاجم فيه الإعلاميين والكتاب والأكاديميين، وكل من اختلف معه وكفرهم، مع أنني على يقين أنه لم يستوعب مفهوم الحداثة ويجهل مضمونها. القرني وبعد انحسار الأضواء خرج بشيء جديد، إذ غرّد بأن الموساد الإسرائيلي رصد مليون دولار لقتله، مضيفاً أن «داعش» والحوثيين أهدروا دمه. وذكر القرني في تغريدة له على حسابه الرسمي في «تويتر»: «الحمد لله الموساد يضع مليون دولار لقتلي، وداعش والحوثيون يهدرون دمي، والليبروجامي المحلي يهاجمني صباح مساء». وأكد أن الدولة تحمي عقيدة الإسلام، وتطبِّق شريعته، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتقوم بواجب الدعوة إلى الله، مشيراً إلى أن الدفاع عن الدين والمقدسات والأمة والوطن والدولة ليست قضية شخص بعينه، ولا جيل بعينه، بل هي واجب الجميع. المؤسف هو ما أضافه لاحقاً من تغريدات تفنن فيها بوابل من الشتائم التي تخدش الرأي العام، وحقيقة ألا يملك في جعبته غير هذا؟ أليس هناك مجال للمناقشة والاختلاف إلا بهذا الأسلوب؟ طبعاً لن أزايد على كل ما ذكره من بطولات وهمية، وفي السياق أعلاه لن أتحدث عن «داعش» والحوثيين، على اعتبار أنهم في الأساس مشغولون بما هو في نظرهم معارك مصيرية لا أظن أن منها التفكير بما يقوله الدكتور، مع ثقتي أن لسان حالهم يقول: (أبشر بطول سلامة يا مربع). أما مسمى الليبروجامي فإذا كان المقصود الليبراليين فلا أظن أن أحداً سيتعرض له أو لغيره، طالما لم يبدأ المشاكسة أو المناكشة، وهو ديدنه الدائم منذ كتابه الذي نوهنا عنه. ولأن الدكتور أدرج الموساد والذي أعتبره عدونا الأول جميعاً، أحببت أن أرى ما الذي عمله القرني بحيث يقلق منامهم ويرصدون له مليون دولار لمن يغتاله، ولدى مراجعتي لتغريدته ثم ما قبلها اكتشفت أن: (أبو طبيع ما يغير طبعه)، فالموساد على رغم جرائمه البشعة، وسفالته التي لا يختلف عليها اثنان، بريء من التحريض على الدكتور عوض، والقصة باختصار تعود إلى خمس سنوات خلت، عندما أعلن عوض القرني (وأنا هنا لا أختلف معه بتاتاً) أنه سيتبرع بـ100 ألف دولار لمن يقتل جندياً إسرائيلياً، وعندما انتشر التصريح عبر الوسائل الإعلامية غضب المستوطنون المحتلون وردوا بالمثل بتبرعات من 100 ألف إلى مليون دولار لمن يغتال عوض القرني. أظن يا سيداتي وسادتي أن هناك اختلافاً كبيراً بين تراشق إعلامي وأن ترصد استخبارات دولة مبلغاً لمن يبلغ أو يغتال فلان أو علان، ليس هذا وحسب، بل إنه وبكل رباطة جأش غرّد كما لو أن هذا الحدث يوم أمس وليس من سنوات. لست ضد أن يصرح الدكتور عوض القرني أو الدكتور محمد العريفي أو الدكتور أحمد بن راشد، فلهم الحق بالتعبير عن آرائهم كما لي، إنما اعتراضي هو على محاولة الالتفاف على الحقيقة أو بترها، أو عدم الوضوح الذي يكتنف تصريحاتهم أو بياناتهم أو لقاءاتهم، ناهيك عن محاولة الحديث عن غير تخصص أو فهم. أنصح الدكاترة أن يرجعوا إلى قاموس الصحاح فهناك كلمات كثيرة لم يستخدموها حتى الآن، منها: لا أدري، واسألوا فلان فهو متخصص بذلك، وإن أرادوا أن يتواضعوا أكثر: والله لا أفهم في هذه الأمور، واسألوا جهات الاختصاص، ويتساءل البعض عما يقلقني مما يصرحون به، والواقع أن الأمر فعلاً يدعو للقلق، فهم يملكون - إن صحت حكاية المتابعين، مع أن ما نسمعه عن شراء الأصوات يوحي بعدم صحتها - ملايين الأصوات، ومن ثم حبذا ألا يغرروا بالمراهقين منهم، فيكفيهم ضحايا سابقين، ويكفي الاتهامات السابقة التي طاولت كثيرين بسببهم من دون وجه حقيقة.   abofares1@