قالت منظمة "غرينبيس" (السلام الأخضر) المدافعة عن البيئة إن الأزمات الاقتصادية التي تعصف بروسيا وأوكرانيا وروسيا البيضاء أدت إما إلى توقف إجراء اختبارات في المناطق الملوثة بالإشعاعات، جراء كارثة تشرنوبيل النووية، وإما إلى تراجعها، فيما واصل أهالي تلك المناطق المأكل والمشرب على أغذية تحتوي على مستويات خطيرة من الإشعاع. وتشير اختبارات علمية أجريت لحساب «غرينبيس» إلى أن التلوث تراجع نوعاً ما بالنسبة إلى نظائر، مثل السيزيوم-137 والاسترنشيوم-90، لكنه لا يزال باقياً خصوصاً في مناطق مثل الغابات. ولا يزال الأهالي في المناطق المتضررة من الإشعاعات يعيشون يومياً وسط مستويات عالية الخطورة من الإشعاع من جراء انفجار نيسان (أبريل) 1986 في محطة تشرنوبيل النووية الذي أطلق سحباً من الغبار النووي المتساقط الذي نشر الإشعاعات في مساحات كبيرة من أوروبا. وقال تقرير «غرينبيس» الذي يحمل عنوان «التداعيات النووية: الآثار المتخلفة عن تشرنوبيل وفوكوشيما» إن التلوث الإشعاعي «موجود في ما يأكلون ويشربون وفي الغابة التي يستخدمونها لأغراض البناء وإحراق الحطب للتدفئة». وذكر التقرير أن أوكرانيا «لم يعد لديها أي أموال كافية لتمويل البرامج اللازمة لحماية الجمهور على الوجه الأكمل... هذا يعني أن تعرض الناس للإشعاع ممن يعيشون في المناطق الملوثة ربما يزيد». وتكابد أوكرانيا ضائقة اقتصادية تضاعفت بسبب تمرد مؤيد لروسيا في المناطق الشرقية من البلاد، فيما تواجه روسيا وروسيا البيضاء أزمات مالية. وتوصل التقرير إلى أنه في بعض الحالات زادت مستويات تعرض الحبوب للإشعاع فعلياً في المناطق الملوثة التي يعيش بها نحو خمسة ملايين نسمة. وقال التقرير: «ولأن هذا التلوث سيبقى معهم خلال العقود المقبلة، فإنه مرتبط بالآثار المتعلقة بصحتهم. آلاف الأطفال حتى من ولدوا بعد 30 سنة من تشرنوبيل لا يزالون يشربون حليباً ملوثاً بالإشعاع». ولم ترد وزارتا الصحة والموارد الطبيعية في روسيا على طلبات من «رويترز» للتعليق على التقرير، كما لم ترد وزارات الصحة والزراعة والبيئة في أوكرانيا على الفور على طلبات مماثلة. وقالت «غرينبيس» إنها أجرت اختبارات أيضاً في مناطق ملوثة بالإشعاع من جراء كارثة فوكوشيما النووية في اليابان في عام 2011، بحيث أدى زلزال وأمواج المد العاتية (تسونامي) الناجمة عنه إلى إتلاف محطة نووية وإلى تسرب إشعاعي خطير. ومثلما حدث في تشرنوبيل، فإن الغابات المحيطة بموقع الحادث تراكم فيها التلوث الإشعاعي الذي لم يتم التخلص منه. وقال التقرير: «يشكل ذلك على السكان خطراً يستمر عقوداً من الزمن إن لم تكن قروناً». ويؤدي التعرض للإشعاع لفترات طويلة إلى الإصابة بأمراض خطيرة، فيما قال أطباء في المناطق الأشد تضرراً من كارثة تشرنوبيل إنهم رصدوا ارتفاعاً حاداً في معدلات أنواع معينة من السرطان.