من الكلمات التي يكثر بعض المثقفين ترديدها لاعطاء سمة لعصرنا الحالي انه عصر الحداثة.. واذا كانت هذه المسميات اقرار بحاله وصفاً لها من ناحية فانها تتضمن من ناحية ثانية تبريرا للعجز والتسليم والاستمرار في وحل ثقافات بعيدة عن ثقافتنا وموروثنا وقيمنا التي توارثناها والتمسك بها والتكريس بتوريثها لاجيالنا القادمة، ثقافة نريدها ان تبقى وان ينطوي تحتها الكثير من الثقافات الاخرى كما انطوى تحت الحضارة العربية في ظل الاسلام، الكثير من الحضارات وانصهرت بمؤثراتها تحت هذه العباءة فعكست الثقافة الاسلامية تلك البيئة الجغرافية بانظمتها المتنوعة فاضحى الوصف الدقيق يأخذ الالتزام على ما غلفت عليه تلك الحضارات بخبرات حسية فقلبت هذه الاغوار على هذه المكنونات مصدراً للتعلق بحضارة الاسلام والحقيقة الواقعية التي تعكسها هذه الحضارة وعلى سبيل المثال لا الحصر قد اظهرت الفنون الاسلامية الى تقديم الفكرة بالنسب الهندسية والرموز فتميز التصوير الاسلامي بالزخرفة الخطية والهندسية بجانب تميز العمارة الاسلامية بمآذنها وسموقها وكانت الفنون الاخرى كالشعر بما فيه من وزن وثاقفية يقوم على وحدات متكررة يمكن ان تطول الى ما لا نهاية فانتقل الشاعر من المحسوس الى المعقول وكان تكرار الوحدة الى ما لا نهاية في الموسيقى والشعر دليلا على ارتقاء وحقيقة واقعية تعكس عمق واصالة موروثنا العربي الاسلامي. سادتي ان لدينا ثروة ضخمة ورصيداً ادبياً وفنياً في العديد من المناحي من المفكرين والمبدعين هؤلاء الذين لا تستطيع امة ان تأتي بمثلهم هؤلاء الذي يحق لنا ان نقول في شأنهم أولئك الاوائل والدعائم فجئني بمثلهم، هؤلاء تركوا لنا تلك الثروة الضخمة الثرية الغنية الكاملة وما علينا الا ان نعكف عليها ونبحث فيها ونأخذ منها ونضيء بها جوانب كنا نصدرها للناس.