الابتزاز في فقه القانون فعل اجرائي يحصل من خلال الاكراه الفساد وايذاء الشرف والعفة باشياء يبدو الشخص بها، ويذعن خوفاً من الفضيحة، ويقع بسبب ذلك اذى جسدي او معنوي او مادي وهي ظاهرة مجرمة شرعياً وعالمياً. وتعود اسباب انتشار قضايا الابتزاز الى سوء استخدام البعض – بكل اسف – لوسائل التقنية الحديثة سواء المصرفية او سواها او وسائل الاتصال الاجتماعي المعاصرة التي غدت من وسائل الترفيه الرفهية والفراغ الذي لم يجد ما يحل محله سوى اللجوء الى هذه الوسائل التي اصبحت في يد من يستوعب اهميتها وفوائدها ومن لا يستهتر باعراض الآخرين ذكوراً واناثاً بهدف اشباع نهمه في الايذاء والاضرار بعباد الله وهو ما يطلق عليهم ضعاف النفوس الذين يلجأون الى التحايل والابتزاز لاسباب مادية او جنسية او الانتقام من الغير كصديق او قريب او زميل! والنساء غالباً ضحايا للابتزاز حينما ترتبط بأحد المبتزين على مواقع التواصل الاجتماعي سواء في الفيس بوك او (تويتر) او الانستغرام. واشهر انواع الابتزاز التي يتعرض لها الرجال اقامة علاقات مع الفتيات (البنات) المحرومات من العاطفة والحنان الى الارتباط من يخرجها من الحرمان العاطفي خاصة من فاتها قطار الاقتران بالرجال او فاتها قطار الزواج! وما تتعرض له بعض الاسر من صدمات بسبب التفكك الاسري يجعل المرأة او الرجل او كليهما فريسة سهلة للابتزاز! ففي احصائية بلغ عدد قضايا الابتزاز خلال السنة الاولى من عام (1436هـ/ 2015م) ما يوازي (761) حالة مقارنة بعام (1435هـ/ 2014م) التي وصلت الى (500) حالة بزيادة وليس بالانخفاض الى (251) حالة! وقد بلغت نسبة قضايا ابتزاز النساء بنسبة (88%) في حين لم تتجاوز نسبة (12%) حالات ابتزاز الذكور (الرجال)! والسؤال الذي يطرح نفسه فثي هذا المقام: اسباب انتشار وزيادة قضايا الابتزاز؟ 1. انعدام الوازع الديني من النفوس ادى الى انتشار قضايا الابتزاز بشكل لم يكن معروفاً من قبل. 2. انفتاح افراد العائلة الى مشاهدة الافلام الاباحية عبر وسائل الاتصال الاجتماعي المعاصر مثل يوتيوب او فيس بوك في غرف مغلقة. 3. خروج المراة الى سوق العمل بشكل لم يكن مألوفاً من قبل، فكل من يحمل شهادة خاصة الجامعية او سواها تتلهف الى الالتحاق باي عمل دون تمييز، وهناك بعض الاسر المتحررة من القيود الاجتماعية لا تمانع في اختلاط بناتها، بالشباب او الاغراب او الاجانب من المتعاقدين الاجانب في نطاق العمل! 4. فقدان الوعي الاعلامي والثقافي والمعرفي عبر وسائل الاعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية عن مخاطر الابتزاز واثاره على النفس شخصياً واسرياً ومجتمعياً. 5. عدم سن نظام اخلاقي وفق تعاليم الشريعة الاسلامية الكتاب والسنة المطهرة. ألم يحن الوقت قيام الاجهزة المعنية بحملات “توعية” المجدتمع بعواقب واضرار قضايا الابتزاز للحد منها مع الوقت قبل ان تتعمق في بنيان المجتمع بأسره فيصعب العلاج حينئذ في غياب العقوبات الرادعة!