أشياء كثير تتغير عندما يؤمن الرجل أنه صنيعة امرأة، يصبح متصالح مع نفسه ومع المرأة.. هذا ما أدى إلى أن يُضاف إلى رصيد مكتبة المرأة، كتاب: (هي.. في عيونهم وأقلامهم) لمؤلفه فيصل بن محمد النعيم عن الدار العربية للعلوم ناشرون، هذا الكتاب عشت معه كقارئة حالة عميقة من المتعة ورحلة في عالم المرأة مع مختلف الأديان والأفكار والتوجهات. حيث يبدأ المؤلف من نشوء المرأة في رمزية «حواء» بعيدًا عن الذكورية المهيمنة على مختلف القصص والروايات، بعرض رشيق يحاول من خلاله النعيم أن يضع بتنويع القصص والحكايات ليتمكن القارئ من إجراء عملية مقارنة بسيطة بين الموروثات التي هي أساس ما وصلنا إليه اليوم، وأوضاع المرأة التي تعاني من فقدان بعض حقوقها، بنظرة سريعة نعود إليها من بداية حكاية حواء. بل إن هذا العرض المقارن بين الأديان من خلال قصة حواء، جعلني أستنبط أن الموروث الذي ينظر إلى المرأة بدونية خرج قبل بزوغ الإسلام وما زال مستمرًا إلى اليوم، مما يعني أن هذه المواقف والنزاعات أتى الإسلام لينهيها، لكنه للأسف ونظرًا لأن الدين الإسلامي ما زال غريبًا لم تُطبق تعاليمه بالشكل الصحيح وخصوصًا مع المرأة! يفتح النعيم في كتابه أبواب لكثير من الأسئلة ويضع إجابات مباشرة وغير مباشرة، بهدف تحفيز العقل وترك الفرصة للفكر كي يُبدع في استنباطاته. وبعد حواء وهي الأساس يُبحر بنا المؤلف إلى عوالم الفلاسفة ومواقفهم الإيجابية والسلبية مع المرأة. والذي يؤكد على أن أكثر الفلاسفة عداءً للمرأة مروا بتجارب سلبية «فردية» موجعة، ولكونهم فلاسفة فقد تم تعميم تجاربهم والاستشهاد بأقوالهم، ولا يميل إلى هذه الأقول الشاذة إلا من هو مثلهم، فإما مصاب بمرض نفسي أو مر بتجربة سلبية، وهذا ما يجعلني دومًا أؤكد أن التجربة السلبية تخص صاحبها، ولو أن كل رجل مر بتجربة غير ناجحة مع امرأة كره النساء، ولو كل امرأة مرت بتجربة فاشلة مع رجل كرهت الرجال، لأصبحنا مجتمعات مريضة وشاذة، وهذا ما يؤكد لي وقد ذكرته في مقالات سابقة أن بعض الفلاسفة أمثال نيتشة وأرسطو وغيرهم من رافعي راية العداء للمرأة، ما هم إلا مرضى نفسيين ورجال معقدين شعروا بعد تجاربهم أنه لم يعد مرغوبًا بهم، وهذا باب آخر أود أن أبين من خلاله بأن أكثر الرجال عداء للنساء هم عديمي الثقة أنفسهم مما يؤدي إلى شعورهم بأنه غير مرغوب فيهم! وينتقل النعيم في كتابه من الفلاسفة إلى الشعر والجمال والحب، ليقدم لنا وجبة أدبية مكثفة عن المرأة. المفارقة، أن موعد توقيعه لكتابه سيكون يوم الأربعاء المقبل 16 مارس في قاعة معرض الكتاب بالرياض، في نفس الساعة التي أوقع فيها روايتي الجديدة (كذبة أبريل)، وهي الساعة السابعة مساء، فأهلا بكم على منصتي ومنصة الزميل فيصل النعيم لعلكم تجدوا في كتابينا ما يسعدكم وينتصر للمرأة. مقالات أخرى للكاتب أنا.. وكابتن رحلة بيشة! وزارة الإسكان.. رفقاً بالمواطنين! مسيار! لأنك سندي.. وفاءً لك أيها الرجل السعودي المهاجر.. وحقوقه!