×
محافظة حائل

الباطن ينتزع الصدارة مؤقتاً.. وينتظر تعثر الاتفاق والمجزل

صورة الخبر

ربما ما يجعل هذه العقيدة هي الأكثر نموا وانتشارا هو أنها لا تشترط انعتاقك من أيديولوجيتك الفكرية أو السياسية والتخلي عنها، بل إنها قد تكون أحد العوامل الأساسية في تمسكك بأيديولوجيتك وانتمائك، وما جعلني أصنف -العنصرية- بكافة أنواعها كـ(عقيدة) هو أنها تحمل أغلب مقومات العقائد الأخرى؛ فالدخول في قيودها يتطلب جهدا أسريا ومجتمعيا لزرعها في عقليتك، وممارستها تتطلب ربطها في شتى شؤون حياتك تماما كالمبادئ، وقد تكتسب شرعيتها من الناحية الدينية بحيث تحول الشخص العنصري إلى مدافع عن دينه. لا أعتقد أنه من الممكن القضاء على هذه العقيدة ذات التاريخ الطويل الذي سبق جميع الأديان السماوية والحضارات البشرية السابقة، فإن استطعت إيجاد مجتمع بلا عنصرية فسيكون اكتشافك هذا بالتأكيد في كوكب آخر غير الأرض، وبالتالي فإن جميع المجتمعات المحيطة بك تحوي داخلها من يحمل هذه الآفة، ولكن بنسب متفاوتة في كل مجتمع، لك أن تقيس نسبة العنصريين في المجتمعات حسب الحراك الموجود بها، والذي دائما ما تكون علاقته بالعنصرية علاقة طردية. وبالرغم من أن كل المجتمعات اليوم تسعى جاهدة إلى القضاء على العنصرية "المقيتة" بكافة طبقاتها، أصبحنا نحن في أواخر قائمة المحاربين لها، فنقف للتصفيق لشاعر عنصري كل ما قام به هو تحقير كافة الكائنات التي لا تنتمي لبني جلدته ونتمايل طربا بصوت يناشد تلك القبيلة أو الطبقة بالسقوط أكثر في أعماق وحل العنصرية، وللأسف فإن الذي من الممكن أن يدخل الفرد السجن بقية حياته في بعض المجتمعات الأخرى هو الأمر ذاته الذي يكون سببا لتكريمه ومكافأته في مجتمعنا!! لن أغفل في موضوعي عن مرشح الحزب الجمهوري الأميركي دونالد ترامب، الذي أراه حسب اعتقادي لا يتجاوز كونه دمية تخدم جهات "خلف الكواليس"، ولكن أكثر ما يثير سخطي هو أن أميركا ربما تكون نسيت ما تسببت به عنصرية نخبتها في القرن الأول من صراعات كادت تودي بها، وما زالت قصص جيم جونز، والايجا محمد، والحرب الأهلية الأميركية متواجدة ولم تندثر.