منذ أيام، يقف رجل على جانب الطريق السريع بالقرب من مدينة نانسي، شمال شرق فرنسا، وهو يحمل لافتة. وقد انتبه سائقون لوجوده وتساءلوا عن سبب وقوفه هناك. وقد كتب على لوح أبيض عبارة تقول أريد عملاً مع رقم هاتفه المتحرك. ويخرج جيل لاتراي من منزله في الصباح الباكر، ليستغل زحام الساعات الأولى من اليوم. ويقول جيل، 57 عاماً، إنه لجأ إلى هذه الفكرة، واختار هذا المكان لأن العمال وأرباب العمل يمرون بهذا الطريق، خصوصاً في الفترة بين السادسة والتاسعة صباحاً. ولم يكن جيل يتوقع نجاح محاولته، إلا أنه تلقى اتصالات عدة وعروضاً جدية بالعمل. يقول الفرنسي، الذي يعاني البطالة منذ عامين، لم أتوقع نجاح فكرتي، إلا أني لقيت دعماً كبيراً من قبل السائقين، الذين تجاوبوا معه بإيجابية، في حين فضل البعض دعمه بأصوات زامور سياراتهم. كما تلقى دعوة من سائق شاحنة توصيل، ذهب معه لاحتساء كوب من القهوة ذات صباح بارد. من بين الاتصالات التي تلقاها جيل، كان هناك ثلاثة عروض عمل جدية. وقد استقبله رئيس الشعبة الفنية في مدينة فاندوفر لي نانسي، ومن المتوقع أن يحضر لإجراء مقابلة هناك. وفي حال تم قبوله، فسيعمل في إحدى البنايات بالمدينة القديمة. وفي ذلك يقول الفرنسي العاطل عن العمل، يبدو أن الحظ قد ابتسم لي من جديد. لم اتوقع أن تتطور الأمور بهذا الشكل، مضيفاً على كل حال لقد كنت جاداً في طلبي ولم يستغرق الأمر أياماً لأحصل على عروض جادة. هذا رائع. لقد عمل جيل في الإنشاءات لمدة 35 عاماً وتم الاستغناء عن خدماته في 2013 عقب حادث في العمل. وأصيب العامل في ذراعه واستغرق شفاؤه أكثر من 20 شهراً. وبعد إجازة مرضية طويلة، عاد جيل إلى عمله ليجد قرار الاستغناء ينتظره؛ إذ قال له رب العمل إنه لم يصبح قادراً على العمل في هذا المجال، الذي يتطلب قدرات بدنية جيدة. وقد فشلت محاولات العامل، لمدة عامين، في إيجاد وظيفة عبر مراكز التشغيل. وقال إنه تأخر كثيراً ليخطو هذه الخطوة.