استمع ابن الديرة بعد انتهاء أزمة العاصفة على خير، وبأقل قدر من الخسائر، لا بد بعد حمد الله، من استحضار مواقف ومشاهد متصلة وذلك نحو الإفادة من إيجابياتها، وتحويل سلبياتها، عبر وعيها واستخلاص نتائجها، إلى إيجابيات. أولاً تحية من القلب إلى كل من أسهم في تهدئة أو إنقاذ أو المشاركة بأي شكل من الأشكال. عشرات ومئات الشباب والمتطوعين انتشروا في أماكن العمل والأسواق والشوارع، الأمر الذي يبرز أهمية العمل التطوعي في مجتمعنا وكل مجتمع، فهذه الروح الإيجابية تستحق التقدير، حيث أسهم أولئك في تخفيف آثار العاصفة إلى حد كبير، ولم يكن متصوراً الخروج المشرف من الأزمة في عديد دوائر وقطاعات من دونهم. القصد بعد ذلك تنمية هذه الروح وتشجيعها، انطلاقاً من أن قيمة التطوع تكمل قيمة العمل، وترسخ مفردات الأخلاق والقيم الكبرى في المجتمع، فإلى المزيد من ذلك عبر التدريب والمتابعة والاشتغال المؤسسي. النقطة الثانية تتعلق بما ترتب على الأحوال الجوية الأخيرة من ضعف ولو محدود في بعض الأبنية والبنية التحتية، ما يوجب المراجعة مرة واثنتين وثلاثاً وأكثر. المجتمعات الحية والحقيقية والذكية، ونحن قطعاً في صميمها، تحرص على عدم تفويت أمر كهذا من دون مراجعة أو مساءلة، وينبغي بهذا الصدد توقع كل شيء والاستعداد له جيداً، قريباً من روح الحماسة والمبادرة، وبعيداً عن روح الغفلة والإهمال. ثالثاً: حصلت حالة ارتباك في مكاتب ومدارس دلت على أن مجتمعنا، في المجمل، والاستثناء طبعاً وارد، غير مدرب على مواجهة الحوادث والطوارئ والأزمات، فيما السلامة شرط أصيل في كل أدبياتنا وأعمالنا، فهلا حولنا ذلك إلى دورات وتطبيقات وبرامج؟ هذا مهم، ولنبدأ مما خير ما يبدأ به عادة: المدارس، بحيث لا يبدو مثل هذا النشاط إضافياً أو ترفياً وزائداً عن الحاجة، والأفضل لو أوجدت صيغة تدرجه في المناهج المعتمدة. نأتي أخيراً إلى رابعاً: بات من المتفق عليه مجتمعياً، على نطاقات واسعة، أن التعامل مع الحدث، على صعيد تعامل التنبؤات الجوية، لم يخل من الخلل. السؤال الذي يطرح هنا: هل كان يمكن التنبؤ بالمنخفض الجوي قبل ذلك، قبل ثلاثة أيام وأسبوع وشهر؟ وهل عمدت أرصادنا الجوية التي نقدرها عملاً وأثراً إلى تقييم، وفي اللغة الأصح، تقويم مجريات العاصفة المطرية الأخيرة. نثق أنها فعلت، ونطالبها بذلك إذا لم تفعل، ونريدها، تحت مظلة الشفافية التي نرفع شعارها في الإمارات كشعار حقيقي لا براق أن تخبر المجتمع بنتائج ذلك التقييم، الذي هو، في اللغة الأصح، تقويم. شكراً للجميع، والحمد لله على الرحمة، وعلى تجربة تضاف إلى تجربتنا المحلية، فتزيدنا قوة وثقة. ebn-aldeera@alkhaleej.ae