×
محافظة المنطقة الشرقية

نيفيز : من الصعب ان تلعب أمام اصدقاءك وافتقد لجمهور الهلال

صورة الخبر

محمد هاني عطوي: فتاة برّيَّة كما تطلق على نفسها، وصلت إلى الشهرة من باب الغناء وهي صغيرة السن، وأبهرت العالم بشخصيتها وثقتها بنفسها وجرأتها وجمال صوتها. إنها مارينا كاي ابنة السبعة عشر ربيعاً، التي فازت لتوها بجائزة أفضل ألبوم للسنة، خاصة بعنوانه اللافت بلا مأوى الذي غزا العالم سريعاً. تتحدث عن نشأتها وعشقها للطبيعة والغناء، في هذا اللقاء مع المجلة الفرنسية باري ماتش. مارينا كاي التي لم تزل قاصراً تم اكتشاف موهبتها في سن الثالثة عشرة خلال البرنامج التلفزيوني فرنسا لديها مواهب فائقةعلى قناة إم 6. وهي لا تخشى شيئاً، لذا فإن عنوان ألبومها الذي بلغ القمة كان: لا أخشى شيئاً حيث تغنّي فيه الطفولة القاسية التي عاشتها و شكلت شخصيتها. اختارت مارينا اللغة الإنجليزية كي توصل فكرتها إلى العالم، وقد سجلت أغانيها في لندن ونيويورك، وفي الخامس عشر من أبريل/ نيسان المقبل، ستحيي أولى حفلاتها في الأولمبيا الفرنسية. وعلاوة على اختيارها الإنجليزية فقد اختارت مارينا لتنفيذ أغانيها مخرجاً أمريكياً ليشاركها خيالها اللامحدود وذوقها الموسيقي الغريب. مارينا لا تعيش في قصر فوق قمة أحد التلال، بل نشأت في ضواحي مرسيليا، في منزل جميل معه حديقة. وتقول مارينا: كان الجيران يملكون كلبين كبيرين لهما شعر طويل، وقد نشأت معهما وكنت أظن أنني حيوان مثلهما حيث كنت آكل في الوعاء الخاص بهما، وربما يبدو هذا لبعض الناس مقززاً بدرجة كبيرة، لكنني كنت بالفعل طفلة برّيَّة تحب حياة القفر، أي الحياة الوحشية أو الطبيعية. كنت أقفز من فرع شجرة إلى آخر، وأعيش في الهواء الطلق. أما عن اسمي مارينا كاي من حرف K، فأصله يعود إلى اسم عمتي التي كانت تدعى كارين و كنت أحبها جداً، وقد آلمتني وفاتها كثيراً. وأختي الكبرى، التي تعدّ أفضل صديقة لي، تدعى خديجة واسمها يبدأ بحرف الكاف K. ولذا أحمل هذا الحرف كوشم على ذراعي. وتقول مارينا إنها تركت الاسم الذي فازت به في برنامج فرنسا لديها مواهب فائقة عام 2011. وأنها كانت بحاجة إلى قطع علاقتها مع كل ذلك الزمن المؤلم، وأن تترك نفسها تخرج مما كان عقبة أمامها من أجل التعبير عن نفسها. والحقيقة أن مارينا تدعنا وراء هذه العبارات المبهمة، نتصورها وقد عاشت طفولة مظلمة جداً. لكن في هذا الشأن تفضل أن تقفل الحديث عن ذكرياتها، وتتحدث كثيراً عن والدتها ناديج ذات الأصل القبائلي، قائلة: كنت بحاجة كبيرة لوجودها، وكنت دائمة الارتباط بها حتى لو ذهبت بعيداً، وكنت أفقد القدرة على النطق بأي كلمة إذا لم تكن حاضرة، ولا يمكنني أن أعبر عن نفسي إلا بوجودها. وتشكل مارينا مع أختيها، خديجة وسيندي، ما يشبه العشيرة المرتبطة بحب غير مشروط. وتضيف مارينا: كانت نظرات أمي وأختي ضرورية لي كي أتمكن من النمو بل يمكن القول، إنهما كانتا بالنسبة لي بمثابة النور الذي أهتدي به. أما عن الأب، الذي قليلا ما تتحدث عنه، فلا تزال العلاقة بينهما سراً، علماً بأن والدها كان مدرباً لفنون الدفاع عن النفس، وهي تقول: عشت معه 12عاماً في لعب الكاراتيه وما زلت غير قوية في هذه اللعبة، ولكنني أمتلك تقنية الحركات وأستطيع الدفاع عن نفسي. وتستحضر مارينا جدها الطبيب الجراح الذي كانت تجري معه نقاشات طويلة حول الطب، وتضيف: في ذلك الوقت، كنت أريد أن أكون طبيبة للأورام لعلاج السرطان. وتتابع مارينا: في المدرسة، كنت تلميذة جيدة، ولكن خلال الفسحة كانت تلك التلميذة تجلس وحدها على مقعد وسط الفناء مع كتاب كبير في حجرها. لقد كنت مولعة بعلم الفلك وأحب الديناصورات، وكنت أرغب في معرفة كل شيء. وكنت مقتنعة بحل أية مسألة لم يتم الرد عليها منذ فجر التاريخ. وتقول مارينا: القراءة تطور الخيال، وهناك عالم غريب أريد أن أعرفه، ولذا فأنا كثيراً ما أستغرق في التأمل. وأفضل صديقة لي هي التي لا تملّ من كثرة النقاش والمحادثة. تروي مارينا أنها نالت جهاز كمبيوتر كجائزة في سن الثامنة، وأنها استغرقت في سيمز وهي لعبة فيديو فيها محاكاة للسيطرة على جميع أفراد الأسرة، وأعمالهم، وصلاتهم وطعامهم، وملابسهم، وجيرانهم. وربما كان ذلك نوعاً من الانتقام من أوجه القصور في حياتها، وهي المسألة التي لا تملك سيطرة عليها. وأول صدمة موسيقية لمارينا أتت من قرص مضغوط قدمته والدتها لأختها الكبرى. وتقول مارينا: أحببت كثيراً إيمينيم، لأن نصوص أغانية فيها صدق كبير. أما عن صوتها فقد اكتشفته في العاشرة من عمرها، عندما أرادت أن تنسي أمها أحزانها الأليمة، فبدأت تغني وحينها تفاجأت والدتها ناديج بحلاوة صوتها وجودة أدائها. وذات مرة سمعتها زميلتها في الفصل فسجلتها في برنامج فرنسا لديها مواهب فائقة الشهير، فتقدمت ولكن على مضض. لذا تقول مارينا: إن طعم المنافسة يصبح لذيذاً مع الحاجة. فطوال فترة المسابقة لم أفكر قطّ في قيمة الجائزة البالغة 100 ألف يورو ولكن عندما تسلمتها بيدي، شعرت بأنني أستحقها، وأن العمل الذي قدمته كان يستحق هذه المكافأة. وتضيف مارينا أن نجاحها كان نقمة عليها وربما على بعض الناس، وهو عملة لها وجهان: فقد خلق هذا النجاح الغيرة والمرارة. وكانت النتيجة أنني مسحت من حولي كلّ أولئك الذين لم يكونوا صادقين معي، والأسوأ من ذلك أنني اكتشفت أن هؤلاء لم يكونوا من الأصدقاء. عادت مارينا إلى دراستها، وبدأت تنهال عليها مقترحات المسرحيات الموسيقية، لكنها لم تكن مهتمة بها، بل كانت تسجل مقطوعات غنائية على اليوتيوب. وكان جان إريك فروغ، وهو رجل أعمال نرويجي يعمل في الإنتاج ويبحث عن فنانين جدد، قد سمع صوتها في أغنية لديمي لوفاتو وهي ناطحة سحاب. وللعثور على هذه الفتاة، قرع فروغ كل الأبواب واستطاع أخيراً أن يدعوها إلى لندن. في ذلك الحين كان عمر مارينا 15 عاماً، فجاءت إلى لندن مع أمها، وتوجهتا إلى أستوديوهات متروبوليس، حيث كان يسجل مايكل جاكسون ولد زيبلين وأديل أغانيهم. ولكن لا شيء فاجأ مارينا، حيث تقول: كنت أرتدي سروال جينز وأنتعل حذاء من نوع أوغ، وكان وجهي يختفي وراء شعري المنسدل كالستارة. وعندما رآني جان خمن أي نوع من الحيوانات البريّة يتخفى وراء هذه الطفلة الصغيرة، وعندما سألني عن رأيي سرعان ما أعجبت به وكتبت ثلاثين صفحة كي أقول إلى أين أريد الوصول. تلا ذلك كتابتها كلمات الأغاني الرائعة، المستوحاة من حياة شابة ملأى بالدموع والتمرد والشعر. تقول مارينا في بعض هذه الكلمات: في هذا البيت الذي ترعرعت فيه مع كراسيّ مريحة وأكواب مهشمة تطل ذكريات مكدسة حتى السقف لتبوح لكم بما أشعر به. كنت أجلس وحيدة في المدرسة ليس معي إلا كتابي وتقول في موضع آخر: على هذا السرير الذي أستريح فيه... أنا بلا مأوى. ومنذ ذلك الحين وتلك الكلمات المعبرة، لم تغادر مارينا المسرح أو البرامج التلفزيونية. ولكن هل من المعقول لفتاة في سن ال 17، أن تتفرغ للعمل؟ وأين الحب في هذه المخططات والمشروعات؟ تردّ مارينا بالقول: من قال لكم إنني لم أمتلك هذا الحب؟