برغم الطموحات المتناقضة، والأهداف المتباينة بين قطبي العاصمة السعودية الرياض، الهلال والنصر، عطفا على وضعهما على لائحة ترتيب دوري عبد اللطيف جميل لكرة القدم، فان القاسم المشترك بينهما في المراحل الست الأخيرة هو تواضع المستويات وتراجع النتائج. فالنصر منذ بداية الموسم وحتى الآن ما يزال غائبا عن المنافسة، ولم يقدم ما يرضي عشاقه، في الوقت الذي جاءت فيه بداية الهلال مثالية قبل أن يتراجع مع إنطلاقة القسم الثاني، ويخسر العديد من النقاط التي هزت صدارته قبل أن يفقدها في المرحلة الأخيرة. وينظر القطبان الكبيرين اللذان يتمتعان بشعبية جارفة لموقعة الدربي التي تجمعهما اليوم على ستاد الملك فهد في الرياض في المرحلة الـ 20 من الدوري بنظرة مختلفة شكلا ومضمونا سيما وأنها تُشكل منعطفا مهما لكليهما قبل التفرغ للاستحقاقات المقبلة سواء في دوري أبطال آسيا أو في مسابقة كأس الملك، وعطفا على ذلك فإن الفريق الذي سيكون هادئا متحكما في أعصابه سيرفع شعار الفوز في هذه المواجهة. فالهلال الذي بدأ الموسم بصورة أكثر من رائعة بعد أن توج بأولى البطولات الموسمية "كأس السوبر" قبل أن يتوج قبل أسابيع قليلة بالبطولة الثانية "كأس ولي العهد"، تصدر الدوري الغائب لقبه عن خزائنه منذ أربعة مواسم لجولات عديدة، ثم كان شريكا في الصدارة لجولات أخرى، ولكنه مع انطلاقة الدور الثاني تراجعت أسهمه بشكل مخيف على مستوى الأداء والنتائج ولم يحصد من ست مباريات خاضها حتى الآن سوى ثماني نقاط فقط من أصل 18 نقطة، وتراجع إلى المركز الثاني برصيد 41 نقطة. وهذا الهبوط الحاد أفقد الفريق توازنه وسبب ضغط نفسيا وجماهيريا على لاعبيه وساهم في ضياع الصدارة التي تربع عليها الأهلي بفارق نقطة. وقد تأثر الفريق في الجولات الماضية بغياب بعض لاعبيه بداعي الإصابة أمثال نواف العابد والمدافع البرازيلي ديجاو اللذين لازما العيادة الطبية، إلى جانب تراجع مستويات البعض الآخر كسلمان الفرج وسالم الدوسري والبرازيلي كارلوس ألميدا الذي يشكل نقطة تحول في أداء فريقه، فضلا عن أخطاء المدرب اليوناني دونيس وتمسكه بقناعاته حول بعض اللاعبين وإصراره على طريقة معينه أثناء المباريات وصفها الهلاليون بأنها طريقة مكشوفة للمنافسين ولن تجدي نفعا في قادم المباريات، مطالبين إدارة النادي بالتدخل السريع لتصحيح الوضع. وعلى الطرف الآخر، فإن النصر حامل اللقب في آخر نسختين خالف التوقعات وأصاب جماهيره بخيبة أمل كبيرة بعد المستويات الهزيلة والنتائج الباهتة والتي على إثرها خسر بطولة السوبر ثم ودع كأس ولي العهد من الدور ربع النهائي قبل أن يفقد حسابيا المنافسة على لقب الدوري. وقد عصفت بالفريق خلال الموسم جملة من المشاكل منها مالية وإدارية وفنية، فضلا عن الإصابات العديدة التي أنهكته وانعكست سلبا على نتائجه في الكثير من المباريات، إلى جانب غياب الاستقرار الفني بتعاقب اربعة مدربين على الاشراف عليه هم خوخي داسيلفا وهيغيتا وفابيو كانافارو وراؤول كانيدا، فكانت النتيجة لما سبق تأرجحه بين المراكز من السادس وحتى الثامن. ومع انطلاقة الدور الثاني توقع عشاق النصر أن يعود فريقهم لسابق عهده وان يمحو الصورة المشوهة سيما في ظل تكامل صفوفه وعودة المدرب كانيدا بطلب من اللاعبين أنفسهم، إلا أن الفريق لم يقنع ولم يقدم الأداء ويحقق النتائج التي تنسجم مع الأسماء الدولية التي تزخر بها صفوفه، فتارة يكون في أفضل حالاته ويقرن المستوى والنتيجة كما حدث أمام بونيودكور الاوزبكي في دوري أبطال آسيا، وطورا آخر يكون في أسوأ أوضاعه ويخسر المستوى والنتيجة معا كما حدث في مبارياته أمام تجران والوحدة والفيصلي في الدوري. وقد خاض الفريق في الدور الثاني ست مباريات لم يحقق خلالها سوى سبع نقاط، ما أغضب جماهيره التي وصفت أداء اللاعبين بالمزاجي وطالبت إدارة النادي بالحزم معهم لكي ينهض الفريق من كبوته.