كان رئيس المجلس البلدي بمكة المكرمة في دورته السابقة يؤكد أنه ليس لدى المجلس ما يخفيه، وكان يرى أن من حق المواطن أن يعرف ما يدور في المجلس، ولذلك لم يجد حرجا يحول دون فتح أبواب المجلس للصحفيين ينقلون للناس ما يدور في المجلس من تداول للقضايا تصب في مصلحة المواطنين الذين انتخبوا أعضاء المجلس كي ينوب عنهم في مناقشتها. ذلك كان ديدن الرئيس السابق وبقية الأعضاء، غير أن رئيس المجلس الحالي لا يقر ذلك، فمنع حضور مراسلي الصحف جلسات المجلس، وأوقف الحراسات الأمنية التي تحول بينهم وبين محاولة الدخول إلى حماه الحصين، في تصرف يؤكد، على عكس ما كان يفعل الرئيس السابق، أن لديه ما يخفيه، وأنه ليس من حق المواطنين أن يطلعوا على ما يدور نقاشه من قضايا، ودورهم انتهى عند حدود انتخابهم للأعضاء و«ما عاد لهم شغل» بعد هذا بأي شيء، ولأن الرئيس الجديد أراد رفع العتب عن نفسه وعن بقية الأعضاء فقد تفضل، مشكورا ومأجورا، بتكليف أحد الأعضاء بكتابة تقرير يثبت فيه ما يشاء ويمحو منه ما يشاء يوزع على الصحافة ولسان حاله يقول: يكفيكم هذا وما لكم شغل بالباقي. السؤال الذي يطرح نفسه في الختام هو: هل كان المواطنون الذين أصبح بينهم وبين المجلس الذي انتخبوه سترا وحجابا سوف ينتخبون هؤلاء الأعضاء، ورئيس المجلس على نحو محدد، لو أنهم عرفوا خلال الحملات الانتخابية التي كانت تفرش لهم الورد في واجهات الحملات الدعائية أن الأعضاء الجدد سوف يغلقون في وجوههم بوابات المجلس ويهتفون بهم ما لكم شغل بما نناقشه؟