×
محافظة مكة المكرمة

الفيصـــل.. مهندس الملفـات التنمويــة السـاخنــــــة .. حوّل الإمـارة من إدارة ورقية إلى قيادة حركية

صورة الخبر

كانت جامعة الملك عبدالعزيز «جامعة المؤسس» أول جامعة تبتكر نظام (اختبارات المناطق) لطلاب وطالبات الانتساب فيها الذي يقوم على إيفاد أساتذة وأستاذات إلى عدة مناطق في المملكة لإجراء الاختبارات النهائية للمنتسبين والمنتسبات في المدن التي يقيمون فيها أو مدن قريبة منها، لكي لا يتكلف الطالب أو تتكلف الطالبة بتكاليف باهظة للسفر إلى جدة والإقامة فيها لمدة أسبوعين لحضور الاختبارات، ويشق ذلك بشكل خاص على الطالبات اللاتي قد يكن أمهات وترك أبنائهن صعب عليهن. كما يشق على كثير من الموظفين الذين يلزمهم أخذ إجازات لمرتين في العام، إذ قد يستهلك ذلك إجازاتهم السنوية كاملة طوال مدة دراستهم التي تستغرق أربع أو خمس سنوات، واختبار الطلاب والطالبات في المناطق يريحهم من كل تلك الأعباء المالية والوظيفية والعائلية. وقد بدأ هذا النظام المبكر الفريد في جامعة المؤسس في وقت مبكر يعود إلى أكثر من خمسة وثلاثين عامًا مضت، مع البدايات الأولى لنظام الدراسة بالانتساب في الجامعة. وقد أشرفت شخصيًا وقتها على الاختبارات في عدة مناطق منها: المنطقة الشرقية وتبوك والقصيم والمدينة المنورة، مع مجموعة من الزملاء الذين تقاعد بعضهم ولايزال بعضهم الآخر على رأس العمل. وفي ذلك العهد المتقدم كانت إمارات المناطق شريكة مع الجامعة في تنظيم هذه الاختبارات وكانت تقدم للأساتذة القادمين كل التسهيلات مثل السكن والمواصلات دون أي مقابل. كما كانت إدارات التعليم وبعض الجامعات (التي كان عددها قليلا آنذاك) تسهم بما تستطيع في توفير قاعات الاختبارات، وأذكر أننا كنا نجري اختباراتنا في مدرجات كلية الطب في جامعة الملك فيصل في المنطقة الشرقية على سبيل المثال. وكان الانتساب مجانيًا وقتها ولا يدفع الطالب فيه أي رسوم وتتحمل جامعة المؤسس وإمارات المناطق والجامعات الأخرى وإدارات التعليم تكاليف عقد الاختبارات في مختلف المناطق بالكامل. واليوم عاودت جامعة المؤسس تطبيق هذا النظام مجدداً إذ استأنفت إجراء الاختبارات في عدة مناطق هي: الرياض والدمام وأبها والقصيم، بعد أن توقف هذا النظام لسنوات طوال. وتفكر الجامعة في زيادة مناطق أخرى قريبًا إن شاء الله مثل المدينة المنورة وتبوك وذلك بالتعاون مع مؤسسة «العالمية». وهي مؤسسة رفيعة المستوى في مجالات التعليم والتدريب ومعروفة في المنطقة. وقد نجح النظام الحالي أيما نجاح وأقبل عليه الطلاب بالآلاف لأنه يريحهم من عناء السفر ويوفر لهم الراحة والاستقرار وهم يختبرون في مدنهم وبين أهلهم، وذويهم، وكل ذلك لقاء مبلغ زهيد جدًّا يدفعه الطالب بالإضافة إلى رسوم الانتساب الزهيدة جدًّا أصلاً التي تزيد عنها كثيرًا رسوم طالب في المرحلة الابتدائية أو المتوسطة في المدارس الخاصة. وقد هيأ نظاما الانتساب والتعليم عن بعد فرصة الدراسة لمئات آلاف الطلاب الذين لا تسمح ظروفهم بالانتظام في الدراسة من سعوديين وغير سعوديين. وتشرف على الاختبارات في جميع المناطق نخبة مختارة من أساتذة الجامعة من عدة كليات بإشراف ومتابعة من وكالة الجامعة للشؤون التعليمية وعمادة التعليم عن بعد وعمادة القبول والتسجيل وبعض الكليات والجهات المختصة في الجامعة. ونظرًا للنجاح منقطع النظير لهذا النظام الحيوي، فقد حذت جامعات سعودية أخرى حذو جامعة الملك عبدالعزيز في إجراء اختباراتها في مناطق قريبة من مقرها الرئيس، خصوصًا في فروعها، كما سمعت عن جامعة تبوك وغيرها. وقد حظيت منطقة الدمام هذا العام بزيارة من سعادة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي وكيل الجامعة للشؤون التعليمية، وقف فيها على سير العمل واطلع على الخطط التنظيمية للاختبارات في هذه المنطقة وتعرّف على بعض الجوانب التي تحتاج إلى تحسين وتطوير. كما التقى المشرفون من الأساتذة مع معالي الأستاذ الدكتور أحمد بن محمد السيف نائب وزير التعليم العالي في لقاء ودي اطلع فيه معاليه على هذا النظام الناجح. ويبقى الأمل معقودًا بعد الله تعالى في المسؤولين في جامعة المؤسس لزيادة مناطق الاختبارات كما يأمل كثير من الطلاب وأولياء الأمور الذين تحدثت معهم في عدة مناطق، ولعل افتتاح المزيد من المناطق يخفف عبء الاختبارات في جدة التي تنوء بالآلاف المؤلفة من الطلاب. Moraif@kau.edu.sa للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (53) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain