استمتعنا مساء السبت الماضي بمجلس الدوي العامر بمحاضرة قيمة للدكتور جاسم المحاري المتخصص في شؤون الإعاقة وعضو الجمعية الخليجية للإعاقة حول اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة عرض فيها في البداية لمحة تاريخية حول هذه الفئة التي عانت وتعاني الكثير.. وأوضح أن الأمم المتحدة صدر عنها في ديسمبر 1975م الإعلان الأول لحقوق المعاقين، وتم اعتبار عام 1981م عاماً دولياً للمعاقين، وتم تثبيت برنامج العمل الدولي الخاص بذوي الإعاقة عام 1982م، كما تم إقرار المعايير الموحدة لتكافؤ الفرص أمام الأشخاص ذوي الإعاقة عام 1993م، وفي 13 ديسمبر من عام 2006م تم اعتماد اتفاقية حقوق ذوي الإعاقة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي بلغ عدد الموقعين عليها حتى الآن 139 دولة بينها 18 دولة عربية.. وتم اعتماد يوم الثالث من ديسمبر من كل عام كيومٍ دوليٍ للأشخاص ذوي الإعاقة. وفي واقع الحال فإن هذه الفئة من الأشخاص المعاقين ظلت سنوات طويلة محرومة من أبسط الحقوق الإنسانية، لكن هذه القوانين والتشريعات التي صاحبتها حاولت دمج هذه الفئة في المجتمع وإعطائها الفرصة للمشاركة في تطوير حياتها في جميع المجالات، وتوضيح المكاسب التي يمكن جنيها من إدماج المعاقين في كل جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في المجتمع. وفي الحقيقة فإن الإحصائيات الصادرة عن الجهات ذات الاختصاص تبين أن هناك أكثر من مليار شخص يعانون من الإعاقة أو العجز في جميع أنحاء العالم، وأن الإعاقة تمثل اليوم ما نسبته 15% من عدد سكان العالم، وهذه أرقام مخيفة تتطلب من الدول والمؤسسات والأفراد العمل على تقليلها والوقوف بجانبها، خاصة إذا عرفنا أن 80% من المعاقين يعيشون في الدول النامية وأن الكثيرين منهم لا يحصلون على العناية الطبية اللازمة. أما لماذا خصص يوم عالمي للأشخاص ذوي الإعاقة فقد لخص الدكتور جاسم المحاري هذه الأسباب وأبرزها التعريف بهذه الفئة وتعزيز الوعي حولهم ودعم المجتمع للمعاقين بمحض إرادتهم واختيارهم في اتخاذ قراراتهم وحث المعاقين في التصرف والعمل باعتباره حقاً إنسانياً أساسياً، وتذليل الصعوبات وكسر الحواجز التي تمنع ذلك الحق عن المعاقين وإعادة النظر في القوانين والممارسات واللوائح بشأن المعاقين في جميع البلدان وإنهاء التمييز بحق المعاقين وتوفير الحياة الطيبة لهم وإدماجهم في المجتمع. والإعاقات أنواع فهناك الإعاقة الحسية والإعاقة الذهنية والإعاقة العقلية والإعاقة الحركية والإعاقة الخفية (صعوبات التعلم) والاضطرابات السلوكية والانفعالية والتوحد والإعاقة المزدوجة والإعاقة المركبة. ونحن نناشد الجمعية الخيرية التطوعية في مجال الإعاقة التي تأسست في مملكة البحرين عام 1999م وكذلك الجمعية الخليجية للإعاقة والمؤسسات الحكومية والأهلية العاملة في هذا المجال أن تزيد من نشاطها واهتمامها بهذه الفئات المعاقة حتى تستطيع أن تخدم المجتمع وأن تندمج فيه.. والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.