×
محافظة حائل

«الشيشة الإلكترونية» تُحرج الكويت خليجيا ودوليا

صورة الخبر

لا أستطيع أن أذكر اسم السينمائي الذي شارك في الوقائع التالية. أولاً هو صديق وثانيًا لو ذكرت اسمه فيما سأكتب سيكون ذلك من باب التشهير. في مطلع التسعينات، كنت حملت نفسي وقصدت لوس أنجليس لكي أحقق «الحلم الكبير». وهذا طبيعي. إذا كنت وسيمًا فستتوقع أن يكتشفك منتج أو مخرج ويسند إليك دورًا. إذا كنت روائيًا ستحلم أن تبيع السيناريو الأول لك. إذا كنت تريد الإخراج فستحلم أن توقع عقدًا مع منتج يرى فيك مشروع مخرج ناجح. بالنسبة لي لم أكن عندي مانع في أن أمثل أو أكتب أو أخرج. ذهبت إلى هوليوود مرتديًا قفاز الملاكمين .. ولكن .. في منتصف التسعينات أنجز صديق لي يعيش خارج الولايات المتحدة سيناريو فيلم طويل وطلب مني التوجه به إلى المنتجين والمخرجين مقابل مبلغ مقطوع إذا نجحت. تحمّست وصادف أنني كنت على موعد مع المخرج ستيفن سبيلبرغ فحملت السيناريو مطبوعًا إليه وبعد المقابلة تجرأت (إذ ليس من الخصال الحميدة توظيف المقابلة لغرض آخر) وقلت للمخرج المرموق: «لدي سيناريو قائم على رواية (علي بابا والأربعين حرامي) ولا أدري ما أفعل به؟. سبيلبرغ الذي قابلته من خلال (جمعية مراسلي هوليوود) عدة مرات، نادى سكرتيره الخاص ليفي وقال له: خذ السيناريو منه وأحضره إلى المكتب غدًا لقراءته». خرجت سعيدًا وكتبت إلى الصديق المخرج ففرح وجلسنا ننتظر. بعد أسبوعين جاء الرد: «السيناريو جيّد ويمكن له أن يكون عملاً نهتم به مستقبلاً، لكن لدينا الآن فيلم شبيه لنرى ما سيفعل في السوق». الفيلم كان «سندباد» الذي أنتجته شركة دريمووركس (التي كان يملكها ثلاثة أحدهم سبيلبرغ) كأنيميشن وفكرة سبيلبرغ كانت، من زاوية تجارية بحتة، صحيحة. لكن «سندباد» غرق بسفينته في «شباك التذاكر» .. وفرصتي وصديقي معها. بعد ذلك سعينا لإرساله إلى شركة وولت ديزني. بعد أقل من شهر من الانتظار جاءني الرد وملخصه هو التالي: «أعجبنا السيناريو ونرى فيه مشروعًا ممكنًا. نحن مستعدون لشراء السيناريو ولمنحكما مكافأة ووضع اسميكما على الفيلم مقابل التخلي عن حقوقه». بعثت إلى صديقي بالرسالة التي وصلت إلكترونيًا ثم اتصلت به فإذا به يقول: «لماذا تعتقد أن هذا شيء جيد؟». أجبته: لأننا سنقبض في المقابل وسيذكر اسمك واسمي على الشاشة وسيكون لنا حضور مناسب. هذه هي الحال في هوليوود يا صاحبي. تبني الاسم فيهرول النجاح إليك. أجاب: «لا أوافق، لأنهم سيسحبون الفيلم منا وسيسندون إخراجه إلى شخص آخر غيري. أنا أريد أن أخرجه». قلت له: لكنك لست معروفًا ولا تملك عملاً يغري بالتعرّف إليه. لنلتقط هذه الفرصة التي ستتيح لك في المستقبل أن تخرج فيلمًا آخر. لكن صديقي رفض. من ناحية، أحترم رغبة كل فنان يملك عملاً لكن من ناحية أخرى أريد منه أن يكون واقعيًا. المشروع تجاري جدًا وأي واحد سيخرجه سيعلق رؤيته الفنية على الشمّاعة قبل دخول الاستوديو. صحيح أن صديقي كان يتوقع أن ينتقل بهذا الفيلم من صفة المجهول إلى صفة المشهور (وقبله وبعده فعل ذلك كثر) لكن ليست كل الفرص تأتي متشابهة. حرمني ذلك من تحقيق ذلك الجزء من الحلم الأميركي لكني ما زلت أسعى لتحقيق أجزاء أخرى.