×
محافظة المنطقة الشرقية

دي روسي يعود لتدريبات روما

صورة الخبر

إن كانت قراءتي للصحف السعودية يوم أمس دقيقة فإن اليوم العالمي للمرأة لم يحظ سوى بمقالة واحدة كتبتها عبير العلي صاحبة «الباب الطارف»، وكان هذا اليوم يشبه في العالم العربي باباً «طارفاً» لا يجرؤ أحد على فتحه، ويصعب إغلاقه على الأقل حتى يبقى كشعرة معاوية بيننا وبين «العولمة» الإعلامية. حسناً، انتهى يوم المرأة أمس، وبدأنا في بقية أيام الرجل طوال العام ربما باستثناء يوم واحد سيأتي قريباً هو يوم الأم، وإذا لم يكبح جماح العبث العلمي في التلقيح والإنجاب فربما يشاركها الرجل هذا اليوم بعد سنوات قليلة! من حق المرأة في معظم دول العالم أن تحتفل أو تتذكر يوما يخصها، ويصادر الرجال في السعودية هذا اليوم، كما يصادرون كثيراً من حقوقها بطريقة ذكية، ارتكزت على إسباغ لقب «الملكة» عليها، وهو اللقب الأشهر من بين الألقاب الممنوحة لها، إذ ارتكزت معايير التتويج وإعلاءها على العرش على أنها «محفولة مكفولة» بدءاً من لقمتها وانتهاء بتنقلاتها، من دون المرور بالطبع على بقية حقوق المساواة التي كفلها الشرع الحنيف. بات من الصعب الإشفاق على المرأة في السعودية، وربما بعض من الدول العربية، فهي نجحت نسبياً في جعله ينساق إلى رغبة عارمة لسرقة تاجها ويصبح هو الملك، استغرقها ذلك عقوداً من الزمن، حتى تنجح في تحويله إلى كائن ملكي، يأكل كثيراً بشهادة إحصاءات وزارات الصحة، وينتج قليلاً بشهادة وزاراتي العمل و الخدمة المدنية، ويقرأ قليلاً بشهادة الجميع ويستريح كل يوم في الاستراحات من دون أن يدري مما يستريح!؟ إذا نجحت هذه السرقة فهي ليست المرة الأولى التي يسرق فيها العربي امرأته، فقد منحها المولى في محكم التنزيل صفة ستر الرجل «هن لباس لكم»، فسرقه منها عبر تكريس مبدأ أنها «عورة» دائماً ما تحتاج أو تنتظر «الستر» منه. في مخططها لإنجاح سرقته لتاجها انطلقت من نجاحها في إزالة شحومها وترهلها من على خاصرتها لتضعها على خاصرته، أخذت مزيداً من المسؤوليات التربوية والاقتصادية والمنزلية، وتركت كثيراً من الرجال في جوالاتهم «يعمهون». الإشفاق اليوم على المرأة في سورية واليمن والعراق وليبيا والصومال، وبضعة أماكن تعيش فيها كل يوم «اللاحياة» «بسبب حماقات الرجال الذين يتنازعون ملكاً لا يعرفون كنهه، وإذا عرفوه عجزوا عن وصفه»، فلهن منا جميعاً الدعاء، وبقية أيام السنة لتكون شواهد دموعهن وجزعهن، وحسرتهن. تحية واجبة للمرأة، للأمهات اللاتي لو لم يكن وطناً للرجال لأصبحوا جميعاً لاجئين للصغيرات اللاتي يصنعن الحلم كل يوم، للمقبلات الطموحات اللاتي «يلتزمن» بعقول مشتعلة تبقي الأمل في نهضة المجتمعات. ارتضت النساء وهذا من «كيدهن» الإيجابي يوماً واحداً في السنة لهن لأنهن واثقات، أن من خرجوا للحياة من خلالهن لا يمكن أن يكونوا إلا امتداداً لهن، وإن أنكروا أو تكابروا، أو حتى احتلوا بقية أيام السنة.     @mohamdalyami