أثبتت بعض الدراسات أن تضاريس كل منطقة لها دور في تكوين شخصية الأشخاص الساكنين فيها، فسكان المناطق الجبلية تظهر في أخلاقهم الجلافة والقوة وقسوة القلب، بينما يتميز سكان المناطق الصحراوية بالصبر والعصبية، والساحلية بالنعومة والطيبة و«الدلع»، لكن مع هذا للشخص دور كبير في تعديل سلوكياته بنفسه، وتطوير ذاته. قلَّةٌ مَنْ يعتقد، ويتفق معي حول نتائج هذه الدراسة، وبعضهم يرى أن التضاريس ليس لها أي دور في تكوين أخلاق الإنسان، ومع مرور الوقت أصبح هناك مَن يتحسَّس من الناس من أي عبارة تخصُّ منطقتهم، سواء أكان ذلك من باب المزاح، أو المدح، أو غيرهما. نحن أبناء المملكة العربية السعودية، ما يمسُّ أي منطقة من مناطق مملكتنا، يُغضبنا جميعاً، باستثناء العنصريين فقط، لكن سوء الظن دائماً ما يُشكِّل «المبادرة الأساسية» لتفكير أي شخص. متى ننتهي من هذا «التحسُّس الزائد» تجاه مناطقنا؟! أعتقد أن السبب في ذلك يكمن في إحساس بعضهم بالنقص، وأنهم ضمن «الفئة الدونية» وهذا بالطبع إحساس داخلي ليس له وجود في الواقع. نتمنى أن نعيش دون أن نفسِّر أي عبارة، أو ضحكة، أو نظرة، أو حركة من أي شخص تفسيراً يثير الآخرين. صفاء النفوس والتفكير، يجعل الشخص في راحة نفسية دائمة. لقد أصبحت أي كلمة تثيرنا بشكل لافت، ونعطيها أهمية أكبر من حجمها دون هدف واضح فقط لأننا أصبحنا عنصريين تجاه مناطقنا، وكأننا لا نحيا في وطن واحد اسمه السعودية. هناك أمور أهم من النظر في تفسير ما يقوله الآخرون عنا. اجعلوا الـخلق للخالق حتى نعيش بسلام، فقد انتهى زمن «المعايرة»، أو التنابز بالألقاب، أو «المناطق». عيشوا حياتكم كما يجب، وتنفَّسوا الهواء النقي بنفوس صافية بعيدة عن سوء الظن بكل ما يحدث حولنا. دعونا نعيش بسلام ضمن مملكتنا الغالية، ونبتعد عن «التحسُّس الزائد» الذي لا فائدة تُرجى منه.