قبل أيام من تنصيب الرئيس المنتخب حسن روحاني، حضّ مرشد الجمهورية في إيران علي خامئني قادة المعارضة على «الاعتذار» عن اتهامهم السلطات بتزوير انتخابات الرئاسة عام 2009. خامنئي الذي التقى أساتذة وطلاباً جامعيين الأحد، سُئل عن ماهية مصطلح «الاعتدال» الذي رفعه روحاني خلال حملته الانتخابية وبعد انتخابه، فأجاب: «رفع الرئيس المنتخب هذا الشعار، ومؤكد أنه أعرب عن فهمكم للمصطلح ومسألة الاعتدال». ورداً على سؤال عن «الفتنة» التي تلت انتخابات 2009، قال خامنئي: «لدى مراجعة هذا الحدث المرير، القضية الرئيسة تتمثّل في أنهم (قادة الفتنة) انتهكوا القانون وتصرّفوا في شكل غير حضاري وأضرّوا إيران العزيزة». وأقرّ باحتمال وجود «أبرياء أحياناً» في «أحداث كبرى مشابهة»، مستدركاً: «لكن يجب ألا تضيع القضية الرئيسة، بسبب هذه القضايا». وسأل: «لماذا نزلوا إلى الشوارع، للتعامل مع زعمهم حدوث غشّ في انتخابات 2009؟ طرحنا مراراً هذا السؤال علناً، فلماذا لم يجيبوا ولم يعتذروا؟ يقولون في اجتماعات خاصة إن أي تزوير لم يحدث، فلماذا جعلوا البلاد تعاني ويريدون دفعها إلى هاوية»؟ وأشار خامنئي إلى «وضع دموي وفوضوي في دول في المنطقة»، متسائلاً: «هل تعرفون ماذا كان سيحدث، لو لم يساعدنا الله خلال فتنة 2009 وقاتل الناس بعضهم، ما يدفع ايران إلى فوضى؟ هل تدركون الأيام التي كانت البلاد ستشهدها؟ طبعاً الله لم يرد ذلك، واستخدم الشعب حدسه». ودان «خططاً ومؤامرات يحيكها أعداء الإسلام، لدقّ إسفين بين الشيعة والسنة»، معتبراً أنهم «يسعون إلى قمع الشيعة في مناطق، بزعم أنهم يشكلون قاعدة طبيعية لإيران، لكنهم لا يدركون أن الأخوة من أهل السنّة الكرام في دول كثيرة، يدعمون إيران ويدافعون عنها أكثر من الشيعة». وتطرّق إلى «الصحوة الإسلامية»، معتبراً أنها «ظاهرة شديدة الأهمية»، مستدركاً أن ثمة «مسائل لم تُدر في شكل صحيح، وظهرت ممارسات غير ناضجة». ورأى أن «الأوضاع في مصر مؤلمة جداً». وشدد على أن «القراءة الثاقبة والواقعية لما يحدث في المنطقة، تكشف أن ثمة مسائل ساهمت في استقرار النظام (الإيراني) وقوته، وتكشف عمق الاستراتيجية التي تتبناها ايران». نجاد في غضون ذلك، عرض الرئيس الإيراني المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد «إنجازاته» في جميع المجالات، إذ قال في آخر حوار متلفز قبل تنحيه، إن «ايران تحوّلت قوة نووية في العالم، وتشغّل 12 ألف جهاز طرد مركزي في منشآتها، ويُنتظر قريباً تشغيل 5 آلاف جهاز آخر». وأشار إلى «نجاحات» علمية وتكنولوجية وثقافية، لافتاً إلى أن ايران تحوّلت من «بلد يعاني انقطاعاً في التيار الكهربائي، إلى مصدّر كبير له». وأضاف: «اتجهنا منذ اليوم الأول، إلى التخطيط والبرمجة في كل شؤون إدارة البلاد». وشدد على أن حكومته هي الأكثر التزاماً بالقانون، قائلاً: «لم تنتهك الحكومة الخط الأحمر أبداً، لأنها تعتبر نفسها حافظة للدستور». وأشار نجاد إلى أنه قام بـ115 زيارة إلى الخارج خلال ولايته، انتهزها لإجراء «حوار مباشر مع شعوب، حول الكرامة الإنسانية ورفض الطغيان». ولفت إلى زيارته لبنان في تشرين الأول (أكتوبر) 2011، قائلاً: «كنت أول رئيس يقف على طول حدود النظام الذي يحتلّ القدس، على بعد 400 متر من الصهاينة، فيما كانت 40 مقاتلة للعدو تحلّق في المكان. وهناك دافعت عن حقوق الشعب الفلسطيني، وأعلنت للمجتمع الإنساني أن أيام الصهاينة باتت معدودة». وأعلن نيته تأسيس جامعة دولية، نافياً سعيه إلى تشكيل حزب سياسي، لكنه استدرك أنه لم يمتنع عن الإدلاء بتصريحات سياسية، ولن يبخل بجهد لخدمة ايران. إلى ذلك، التقى رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في ايران هاشمي رفسنجاني حوالى مئة نائب أمس، وناقش معهم مسائل «محلية ودولية».