ممارسات الإرهاب بدموية وعنف وقذارة القتل وصلافة التخريب والدمار لا تأتي في مجملها منتج موقف واحد او موقفين، ولا تأتي بمعزل عن المحيط العام والخاص للإرهابي وان وجدت فهي حالة شاذة لا قياس عليها وليس من الموضوعية تعميمها أو اعتبارها ضمن مكونات المجموعات الارهابية بعمق مخاطرها.. أن يصل الارهاب لقتل الأقارب واقتناص رجال الأمن من الأهل والأحبة وقتل المصلين فهذا يعني حتمية معالجة المحيط الاجتماعي والثقافي المؤدي للتطرف والارهاب فهذا قتل وإرهاب لا يتفقان مع دين او عرف اجتماعي خاصة وان الكثير من المواطنين يتماهون مع العرف أكثر من النظام والقانون خاصة فيما يعرف بسلوم الرجال.. مؤسساتنا الاجتماعية والثقافية والتعليمية والدينية لا تدعو للإرهاب ولا تكرسه بمفهومه المباشر لا خلاف حول ذلك بل جميعنا يتفق عليه وأكثر.. ولكن المحيط الاجتماعي والثقافي بأكثر مكوناته واغلب مصادره يدعمان ثقافة التشدد من خلال المبالغة في التشدد والتأجيل وربما التحريم تحت قناعة سد باب الذرائع الذي دفع كثيرا منا لتحريم ما أحل الله خوفا من ان يؤدي لفساد او ماشابه.. انتشار بيئة التشدد تمثل في واقعها أقوى محفز لانتشار ثقافة التوحش والتطرف وتشبّع الشباب بثقافة الموت بدلا من التمسك بالحياة والإبداع والنجاح والعطاء.. اجتماعيا وثقافيا مطلوب بناء ثقافة جديدة بين الشباب، ثقافة تكرس حب الحياة وحب العمل والتسامح مع الآخرين والايجابية وقبول التعددية الفكرية والتعايش المجتمعي بين كافة مكونات المجتمع بأفضل درجات القبول وحب الاستمتاع بالحياة بها دون خروج عن ديننا وثوابت الدين.. ثقافة تتفق مع ما خلق عليه الانسان وفطر من حسن عبادة وتعلق بالحياة ومباهجها. لابد من معالجة البيئة المحيطة بالشباب وبناء ثقافة جديدة مرتكزة على التسامح والتعايش عبر برامج ثقافية وترفيهية ورياضية موجهة للشباب ومرسومة بدرجة عالية من التقنين لإذابة ثقافة التوحش التي باتت تتزايد في محيطنا الاجتماعي والثقافي بشكل دام للتطرف الذي يؤدي في نهاية الأمر للإرهاب خاصة في المحيط العائلي كما لاحظنا خمسة من الشباب بين إخوة وابناء عمومة يقتلون قريبهم لاختلافهم حول عمله وهو رجل أمن أي يحرسهم ويحرس أسرهم وأطفالهم واملاكهم ولكن تنامي ثقافة التطرف في محيطهم الاجتماعي والثقافي دفعهم لجريمتهم دون تردد بل بإشهار وتصوير وخطاب وتحد صارخ ليس للعمق الديني فقط بل والاجتماعي الذي يرتكز على احترام القرابة وتقديرها وهذا ايضا متصل بعمق ديني حيث حرمة دم المسلم وقدسية علاقة الأخوة.. ثقافة التوحش في مجتمعنا تراكمية وتكاملية وخطورتها أنها تأتي على حساب تمكين المرأة واندماج الشباب في المجتمع أكثر حيث نجد أن إقصاء الشباب مازال قائما وبشكل مبالغ فيه وكذلك المرأة وخاصة في الفضاء العام حيث المبالغة في المحاذير والممنوعات والتوقعات السلبية تجاهها ومنها.. dr.haya_a@hotmail.com لمراسلة الكاتب: halmanee@alriyadh.net