ظلت بطولة الأندية العربية لكرة القدم عندي حلماً يساوي «الحلم العربي». وبدت مثل حلم يقظة يكاد أن يصبح مجرد أغنية. ولا أذكر متى أقيمت آخر بطولة العرب لكرة القدم، إلا أن الأمير خالد بن تركي رئيس الاتحاد العربي، أعلن مؤخراً عن عودة بطولات الأندية العربية في نوفمبر المقبل بمشاركة 9 أندية، بواقع 4 فرق من آسيا و4 فرق من إفريقيا، بجانب الفريق المنظم للبطولة. ويحصل الفائز باللقب على جائزة قيمتها ثلاثة ملايين دولار، وهو رقم أعلى بكثير من جوائز البطولات الآسيوية والإفريقية.. وكان الاتحاد العربي تعاقد مع شركة رعاية جديدة لأنشطته لمدة 6 سنوات بعائد مالي يصل إلى 6 ملايين دولار يمكن أن تزيد إلى 7.. وقد فهمت أنه سيتم تحديد الفرق المشاركة بتوجيه الدعوة إلى أندية النخبة في آسيا وإفريقيا بما تملكه من شعبية في بلدانها.. وليس بناء على نتائج الدوريات.. فيما يقترح الاتحاد العربي استضافة مصر للبطولة.. الجائزة شديدة الإغراء، لكن هل تكفي لدفع الأندية العربية للمشاركة، وهل تسمح أجندة الارتباطات القارية والدولية للأندية والمنتخبات بمشاركة عربية واسعة في البطولة؟ أنا شخصياً من أشد أنصار البطولات العربية، وتناولتها في مقالات عديدة، منذ السبعينيات، حين عشت لفترة في أجواء كأس الخليج، بالإضافة إلى إيماني العميق بدور الرياضة ومباريات كرة القدم في توطيد أواصر الصداقة بين الشباب (وأدرك أنك قرأت الجملة الأخيرة كأنها مجرد أغنية مثل الحلم العربي).. لكن هذا إيماني العميق والحقيقي، ولعلى متأثر بتكوين جيلي الذي عاش حلم الوحدة العربية. أعتقد أن كثيراً من الأندية العربية، تبحث عن الجوائز الأدبية التي تحقق كبرياء أنصارها، بقدر ما يهمها الفوز بالجوائز المالية. ولو سألت مشجعاً أيهما تفضل لفريقك، كأس العرب أم كأس آسيا أو إفريقيا، فستكون الإجابة: الكأس القارية.. كذلك هناك أجندة مشحونة بالمباريات المحلية والآسيوية والإفريقية بجانب ارتباطات المنتخبات. فالأمر لم يعد كما كان الحال حين تأسس الاتحاد العربي لكرة القدم عام 1976. وأخيراً كنت أتمنى أن يكون معيار المشاركة هو النتائج، وليس دعوة فرق النخبة الأكثر شعبية، وأن تكون البطولة بنظام الذهاب والعودة. هكذا أعود مرة أخرى إلى أول سطر..إلى البطولة التي تبدو بالنسبة لي كحلم يقظة، مجرد أغنية، مثل الحلم العربي.. وأرجو أن أكون على خطأ.