من المتوقع أن تنهي الولايات المتحدة العمل خلال أسابيع قليلة على قاعدة جوية في ريف كوباني لاستخدامها مدنيا وعسكريا بعدما سبق لها أن أنشأت مدرجا للطائرات في بلدة الرميلان في ريف الحسكة، وفق ما أكد المسؤول الكردي إدريس نعسان. وأوضح نعسان لـ«الشرق الأوسط» أنّ المطار الذي يتم العمل عليه في ريف كوباني تبلغ مساحته نحو 10 كيلومترات وسيتم استخدامه لأغراض مدنية وعسكرية تحديدا في استهداف تنظيم داعش إضافة إلى نقل الأسلحة. ولفت إلى أن اختيار بنائه في جنوب كوباني بالتحديد هو لبعد المنطقة عن الحدود التركية وقربها من الطريق الدولي بين العراق وسوريا. وفي حين توقّع نعسان، وفق المعلومات المتوفرة لديه، أن يتم الانتهاء من المطار في كوباني خلال أسابيع، لفت إلى أن المدرج الواقع في منطقة الرميلان والذي تبلغ مساحته نحو 2 كيلومتر يستخدم الآن من قبل الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن طائرة الوفد الأميركي الذي زار كوباني قبل أسابيع قليلة، هبطت على مدرجه. وكان بريت ماكجورك المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص بالتحالف ضد تنظيم داعش زار المناطق الواقعة تحت سيطرة الأكراد في شمال سوريا في أول زيارة معلنة لمسؤول في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى سوريا خلال ثلاث سنوات. وكان موقع إلكتروني كردي أعلن أمس أن الولايات المتحدة انتهت تقريبا من بناء قاعدة جوية في شمال سوريا الواقع تحت السيطرة الكردية وأنها بدأت بناء قاعدة ثانية للأغراض العسكرية والمدنية. وقال موقع «باسنيوز» الذي يبث أخباره من أربيل نقلا عن مصدر عسكري في تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» المدعوم من الأكراد قوله إن «أغلب العمل على مد مدرج في بلدة الرميلان بمحافظة الحسكة أنجز، بينما يجري العمل لبناء قاعدة جوية أخرى في جنوب شرقي كوباني الواقعة على الحدود السورية التركية». وقال المصدر الذي يعمل بالتحالف المدعوم من الولايات المتحدة ويضم جماعات عربية مسلحة في تصريح للموقع الإخباري إن عشرات من الخبراء والفنيين الأميركيين شاركوا في المشروع. وكان مسؤولون أكراد سوريون قالوا في الآونة الأخيرة إن طائرات هليكوبتر أميركية تستخدم قاعدة الرميلان الجوية لأغراض لوجيستية وفي النقل. وأرسلت الولايات المتحدة العشرات من أفراد القوات الخاصة إلى شمال سوريا العام الماضي لتقديم المشورة لقوات المعارضة في قتالها ضد تنظيم داعش. وقدمت الولايات المتحدة ذخيرة للمعارضين في الحسكة. وقال مسؤولون أميركيون إن مستشارين أميركيين ساعدوا معارضين سوريين يقودهم أكراد في تطويق واستعادة بلدة الشدادي السورية الاستراتيجية من التنظيم لكنهم كانوا بعيدين عن الخطوط الأمامية. ويسيطر الأكراد السوريون على مساحات واسعة من شمال سوريا منذ نشوب الحرب في 2011 وأصبحت وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لهم شريكا رئيسيا للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش. وتعززت الروابط بين الولايات المتحدة وأكراد سوريا رغم مخاوف تركيا عضو حلف شمال الأطلسي التي تعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي منظمة إرهابية بسبب صلاته بحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا في تركيا.