طالما كان جمال المظهر الخارجي مسألة على درجة عالية من الأهمية بالنسبة للنساء. ولا يبدو أن هذا الاهتمام قد تغير من حيث المبدأ والفكرة على مر العصور، وربما ما تغير طبيعة الوسائل والمواد التي استخدمتها النساء للحفاظ على يفاعة مظهرهن. دراسة تاريخية حول هذا الموضوع، كشفت أن الإمبراطورة الروسية الشهيرة كاثرين الثانية، المعروف عنها إرادتها الحديدية وعشقها الكبير للمغامرة والمقامرة في الحياة، كانت تتمكن من ترك انطباع بالرقة والأنوثة والحياء عند الناظرين إليها، وكل ذلك بفضل قدرتها في الحفاظ على قامتها منتصبة وعدم السماح للدهون بالظهور تحت الذقن على وجهها، والأهم استخدامها لمستحضرات تجميلية خاصة تُظهر نضارة وجهها. إذ تشير مدونات تاريخية إلى أن الإمبراطورة كاثرين كانت تستخدم عصائر ومحاليل أنواع مختلفة من ثمار التوت الأرضي الشبيهة بالفراولة وبالتوت الشجري، إضافة إلى عصائر ومنقوع أنواع من الأعشاب الطازجة للعناية ببشرتها وشعرها، وعوضًا عن الكريم كانت تستخدم إما قشدة الحليب أو الزبدة أو الدهون للحفاظ على بشرتها. إلا أن الأهم بالنسبة لها كان الحفاظ على نظام نشاطها اليومي، إذ لم تكن تحب الخلود إلى النوم في وقت متأخر، وكانت تستيقظ باكرًا، تبدأ صباحها بالغسل بماء بارد جليدي، ومن ثم تغطي وجنتيها المتوردتين ببودرة من الطحين الناعم جدًا، وتعود لتضع عصير البنجر الأحمر (الشمندر) كي تمنح وجنتيها بعض الاحمرار، وكل هذا لأن «الموضة» حينها كانت تتطلب أن تضفي سيدات المجتمعات المخملية الاحمرار على الوجنتين، لا أن تكون الوجنتان متوردتين بطبيعتهما. بعبارة أخرى كانت كاثرين تقوم بهذه العملية لجعل وجنتيها متوردتين، علما بأنهما كذلك بشكل طبيعي، لكنه «حكم الموضة والدارج»، وكيف لسيدة حتى لو كانت إمبراطورة روسيا العظيمة كاثرين الثانية أن تخالف «الموضة».