×
محافظة المنطقة الشرقية

طريق «قرية العليا» يربك مستخدميه و«النقل» تعد بازدواجه

صورة الخبر

بالحكمة الملكية السامية وبالتحرك الواعي والمدروس لكافة المواقف والخطوات قبل الإقدام عليها، تمضي مملكة البحرين مؤكدةً دورها البنَّاء وحرصها على أن يكون الأمن والسلام رسالةً إقليميةً ودوليةً، وهو أمر يكاد يكون ملموسًا في كافة الزيارات الخارجية واللقاءات التي يعقدها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، مسجلاً بذلك منهجية إصلاحية متطورة آلت على نفسها ألا تتدخل في شؤون أحد، وفي الوقت ذاته تقف بالمرصاد لكل يدٍ آثمةٍ تحاول العبث بأمن بلادنا وإثارة الفتن والقلاقل والصراعات المذهبية البغيضة. وفي إطار هذا الفكر الواعي والمسالم والحازم في آنٍ واحدٍ وبنفسٍ عروبيٍ أصيل، ترأس الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، اجتماع الدورة الثالثة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب والذي عُقد بمقر المجلس في تونس، عارضًا لرؤية مملكة البحرين في مواجهة التحديات والمتغيرات الأمنية المتسارعة إقليميًا ودوليًا، وهي تحديات باتت تفرض علينا سرعةً في التحرك واتخاذ المواقف الجادة والمؤثرة (من أجل جمع ما تبقى من جبهتنا الأمنية العربية). وخلال حديثه لوزراء الداخلية العرب، استطاع وزير الداخلية أن يعرض رؤية مملكة البحرين للتعامل مع هذه التحديات والتصدي لها بفعالية، وذلك بعد أن حددها وصاغها في إطارٍ أمنيٍ واضح، تصدره التدخلات الايرانية في شؤون عددٍ من الدول العربية، سواء من بوابة مساندة الإرهاب والتطرف الطائفي والمذهبي وتشجيع الفوضى أو التدخلات السياسية أو المشاريع الاقتصادية وحتى الإنسانية، وهو ما يؤكد أننا بالفعل أمام عملٍ منظمٍ له أهداف خطيرة تهدد ليس فقط الأمن الوطني لدول عربية، وإنما تضرب في الصميم منظومة الأمن القومي العربي من خلال تحقيق الهيمنة الفارسية على حساب العروبة والوطنية. وبعد عرض وزير الداخلية للوضع الأمني العربي وتحدياته كان لا بد أن يكون لوزراء الداخلية كلمتهم التي أكدوها بكل وضوح وفي عبارات لا تقبل التأويل، حيث سجل المجلس في بيانه الختامي موقفًا صارمًا في مسألتين جوهريتين نراهما الأهم في هذه المرحلة تحديدًا: الأولى الإدانة والاستنكار الشديدان للممارسات الايرانية الهادفة إلى زعزعة الأمن والاستقرار في مملكة البحرين والعديد من الدول العربية، والثانية شجب الممارسات والأعمال الخطيرة التي يقوم به حزب الله الإرهابي لزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي في بعض الدول العربية. وليس بخافٍ على أي مراقب سياسي، الصلة الوثيقة بين الموقفين؛ فحزب الله الارهابي يعد أحد أذناب وأدوات الارهاب الايراني الذي طغى وتجبر وآن الأوان لتقطيع أوصاله وتجفيف منابعه، فضلاً عن أن الموقف العربي الواضح وإدانته للتدخلات الايرانية في البحرين تحديدًا وغيرها من الدول العربية، بمثابة رسالة شديدة اللهجة للمسؤولين الايرانيين ومراجعهم الدينية وأبواقهم الإعلامية مفادها أن وزراء الداخلية العرب يعون جيدًا أبعاد المخطط الايراني الذي يتسلل للشأن العربي الداخلي تحت مسميات مذهبية ودينية، في حين أن الأمر في حقيقته ليس إلا أطماعًا توسعية مكشوفة. ولذلك فإن القراءة الأولية لمقررات الدورة الثالثة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب تثبت أن هناك ليس فقط إحساسًا عربيًا بمكامن الأخطار والتهديدات الأمنية وإنما عزم عربي واضح لوضع النقاط على الحروف أمام أطماع الهيمنة الفارسية، عزم يتخطى البيانات والتصريحات ويقترب من المواقف الجادة والحازمة، وللتاريخ يجب أن نسجل لوزير الداخلية رئاسته الواعية للاجتماع، الأمر الذي ساهم في بلورة الإرادة العربية للوقوف صفًا واحدًا في مواجهة إيران وذراعها الارهابي المسمى بحزب الله، مؤكدين أن الأطماع الفارسية لن ترهب أمة العرب، فالتاريخ لم يذكر يومًا عن انتصار الطامعين وأهل الكذب والنفاق، وإنما سجَّل ملاحم كثيرة في الحق والعدل، أما الباطل فسيبقى دومًا زهوقًا.