لطالما أثارت الحضارة الفرعونية وما نسج حولها من قصص أقرب الى الأساطير ذائقة صناع الأفلام وكتاب السيناريو، وأنتجت على أثرها العديد من الأفلام العالمية التي أخفقت حيناً ونجحت حيناً، فالغالبية تتذكر فيلم المومياء اخراج ستيفين سومرز، وفيلم ليلتان مع كيليوباترا بطولة صوفيا لورين، واخراج ايتوري سكورا، ومازالت تلك الحضارة تعتبر قاعدة خصبة لتقديم العديد من الأفلام التي باتت في العصر الحديث تضيف اليها المؤثرات البصرية والسمعية والخاصية الثلاثية الأبعاد، وحالياً يعرض في دور السينما المحلية فيلم ملوك مصر الذي تعرض لهجوم كبير من قبل متابعين ونقاد قبل عرضه من خلال الشريط الدعائي له، حيث تم اتهام مخرجه المولود في مصر، أليكس بروياس، بالعنصرية لاختياره ممثلين بيض البشرة، على الرغم من أن الفراعنة من أصحاب البشرة السمراء، اضافة الى العديد من المغلوطات التاريخية، بالرغم من أن المخرج أكد أن بناء القصة كلها من نسج الخيال. الفيلم وهو من بطولة جيرارد بتلر، ونيكولاي كوستر والداو، برينتون ثويتس، شادويك بوسمان، استطاع أن يقدم فيلماً مصنوعاً بطريقة حديثة ومبتكرة لمشاهد دقيقة تم تنفيذها بمهارة، لكنه ابتعد عن الاقتراب الى قلب المشاهدين بسبب الهجمة الاعلامية عليه، والتي بات على أثرها المشاهد العادي ينتبه لها وتؤثر في تقديره للفيلم، وقد منحه جمهور من المشاهدين في الإمارات من خلال شريحة عشوائية التقت معها الإمارات اليوم علامة راوحت بين خمس وتسع درجات. ست وحورس لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط. الفيلم مبني على الأسطورة التي جمعت بين الإله ست والإله حورس في الحروب التي دارت بينهما للسيطرة على دلتا مصر، وتبدأ الأحداث بالتعريف بتلك الأسطورة، وتدور ضمن أحداث مليئة بالمغامرات والكوميديا أيضاً. لم يُخفِ محمد إسماعيل (30 عاماً) أنه تأثر من كلام النقاد قبل مشاهدة الفيلم خصوصاً أنني تابعت شباك التذاكر في أميركا، الذي كان ضعيفاً مقارنة بقيمة انتاج الفيلم، وأضاف أنا من مصر، وفضولي يجعلني اشاهد كل فيلم يتحدث عن بلدي وحضارة بلدي، مؤكداً الفيلم مصنوع بشكل حرفي وفيه الكثير من المشاهد التي تخطف الأنفاس، وأنا لم أرَ أنه أساء الى مصر، فموضوع لون البشرة يعتبر عنصراً جانبياً أمام التحفة الفنية التي شاهدناها، مانحاً الفيلم سبع درجات. في المقابل، قال هشام السيد (36 عاماً): الفيلم خيالي مبني على أسطورة، ومن حق المخرج والمؤلف ادارة الحكاية حسب ما هو أفضل، مؤكداً أعتقد أن الهجمة الكبيرة على الفيلم أثرت كثيراً في مشاعرنا تجاهه، حتى في تقييمه، فلا أستطيع منحه العلامة التامة كي لا أتهم أنني لم أفهم الفيلم، وأنني وقفت مع رؤية غربية أهانت بلدي، وصدقاً لم أرَ أي اهانة في الموضوع، مانحاً اياه ست درجات. أما منيرة محمد (30 عاماً) فقد منحت الفيلم خمس درجات، وقالت: الفيلم جميل لو أنه لم يؤكد أنه بُني على حكايات فرعونية، فالفراعنة ليسوا بشقر ولا بيض، ومصر جزء من قارة إفريقيا، حتى أنني استغربت عدم الاستعانة بممثل مصري ليؤدي دوراً في الفيلم، مؤكدة الفيلم أجمل ما فيه تصويره واللقطات الفنية، لكن قصته مربكة وأداء الممثلين وأزياؤهم مضحكة. ظهور اللص تظهر في الفيلم شخصية لص شاب يرى نفسه مقحماً في هذا الصراع التاريخي، وعليه تنفيذ مهمة، وهي اعادة العين التي اقتلعها الإله ست من الإله حورس، والتي بسببها تربع على العرش وحكم مصر، هذا الظهور ومهمته نقل أحداث الفيلم المليء بمشاهد العنف الى منحى مختلف. دريد الأحمد (25 عاماً)، قال: كنت أنتظر الفيلم بفارغ الصبر لأشاهده في السينما المحلية، مع أنني تأثرت قليلاً على ما قيل حوله والاخفاقات، الا أنني وجدت نفسي أمام قصة وأداء وإخراج في قمة الروعة، وكمشاهد عادي، تربطني في الفيلم هذه العلاقة، ولا يهمني لون بشرة الممثل، ولا لغته، أسكوتلاندية كانت أو أميركية، الفيلم ممتع، فيه بعض الملاحظات التي قد تمر مرور الكرام أمام تحفة فنية، مانحاً الفيلم تسع درجات. ملاحظة إياد غالب (28 عاماً) على الفيلم أن الكوميديا فيه لا تصلح، موضحاً أعجبني الفيلم وأمنحه تسع درجات، لكن الكوميديا فيه لم تتوافق مع القصة ولا مع المشاهد العنيفة فيه، مؤكداً شعرت ببعض المشاهد والحوارات أن الفيلم يسقط على واقع مصر وما يحدث فيه من مجريات. وهذا الاحساس رافق شيماء النيادي (21 عاماً) التي قالت: الفيلم يحكي عن مصر والخلافات الكثيرة فيها، هكذا شعرت، خصوصاً أن المشكلات من المجتمع نفسه وبين الشعب نفسه، مانحة اياه سبع درجات. صراع على الحكم بعد أن يعيد اللص الشاب العين المسروقة الى حورس، يبث الحياة فيه من جديد، فهو اعتقد أنه بخدمته هذه سينال مطلبه، لكن الحقيقة أنه أعاد الحياة لصراع ملوك مصر، وتستمر الأحداث بعد ذلك بالكثير من مشاهد العف والقتل ودخول مخلوقات غريبة وجيوش من كل صنف وشكل، الفيلم مقتبس من اساطير كثيرة حامت حول الفراعنة، إيزيس وأزوريس، حورس، رع، حتحور إلهة الحب والأمومة والخصوبة، تحوت إله الحكمة، وغيرها من الشخصيات، جميعها حاضرة في الفيلم، ولكل شخصية تاثيرها في الأحداث.