×
محافظة المنطقة الشرقية

تونس تحبط أكبر هجوم لـ«داعش» و54 قتيلاً في بن قردان

صورة الخبر

كونا -- يجدد زعماء دول الاتحاد الاوروبي غدا محاولة معالجة اسوأ ازمة لاجئين تواجهها اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية وسط تحذيرات من انهيار الاتحاد الاوروبي في حال استمرار تدفق اللاجئين على دوله. ومن المقرر ان يتفق قادة الاتحاد خلال اعمال القمة الاوروبية - التركية في بروكسل مع رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو على وقف تدفق اللاجئين الى اوروبا باعتبارها الخط الاول لانطلاقهم نحوها لاسيما انها تحتضن نحو 5ر2 مليون لاجئ. وكان الاتحاد الاوروبي وقع اتفاقية خطة عمل مشترك مع تركيا في نوفمبر 2015 بقيمة ثلاثة مليارات يورو من اجل ادارة الوضع بنحو افضل لكنها لم تثمر حتى الان. وفي عام 2015 المنصرم توجه نحو مليون لاجئ من كل من سوريا والعراق وافغانستان الى اوروبا هربا من الاوضاع الامنية والاقتصادية المتردية في بلدانهم. ويرى محللون ان دول الاتحاد الاوروبي "اخفقت اخفاقا مريرا" في الاتفاق على مخطط اعادة توطين 160 الف لاجئ فيما يحذر رجال السياسة من ان الازمة المتفاقمة تشكل تهديدا على وحدة الاتحاد الاوروبي. وشدد مفوض الاتحاد الاوروبي للشؤون الداخلية والهجرة ديميترس افراموبولس في تصريح ادلى به الاسبوع الماضي على القول "في الايام العشرة المقبلة نحتاج الى نتائج واضحة على ارض الواقع والا سوف نواجه خطر تفكك النظام كله". واعتبرت المحللة السياسية روسا بالفور مؤسسة (جيرمان مارشال فند) الألمانية للابحاث والدراسات ان شهر مارس الجاري "قد يدون في كتب التاريخ اذ سيحدد فيه بقاء او تفكك الاتحاد الاوروبي". وقالت بالفور ان "القمة الاوروبية - التركية المقررة يوم غد وقمة قادة الاتحاد الاوروبي المقررة في 17 - 18 مارس الجاري يتحتم ان تقدما معايير قصيرة وطويلة الامد للتعامل مع الصخب الذي تسببت فيه ردود الأفعال المضطربة للحكومات الاوروبية تجاه تدفق اللاجئين هربا من الازمات السياسية في منطقة الشرق الاوسط ومناطق اخرى". واعربت عن اعتقادها بأنه من الصعب رؤية آلية لبلورة الحلول ولكن من الافضل "افتراض ان الاستمرار في حالة الشلل هذه سوف يؤدي الى التفكك بدءا من خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الاوروبي". وتسبب الاخفاق في التعامل مع ازمة اللاجئين في تصاعد التوتر السياسي بين دول الاتحاد الاوروبي اذ استدعت اليونان سفيرها لدى النمسا بعد ان وجهت فيينا اتهاما لاثينا بالتقاعس عن عمل اللازم ازاء حماية حدودها من تدفق اللاجئين. واشتكى وزير داخلية فرنسا برنارد كازنوف في فبراير الماضي من ان باريس لم تبلغ بقرار بلجيكا اعادة اقامة وحدات تحكم على حدودها مع فرنسا. ويحذر المراقبون كذلك من ان ازمة اللاجئين رفعت وتيرة الهجمات ضد اللاجئين التي تشن بدافع التفرقة العنصرية ورهاب الاسلام ليس فقط من جانب الجماعات اليمينية المتطرفة وانما من سياسيين وقادة اوروبيين. وكان رئيس وزراء هنغاريا فيكتور اوربان من بين اول القادة الاوروبيين المؤيدين لمنع المسلمين المهاجرين من دخول هنغاريا ونصب اسيجة على حدود بلاده لوقف تدفق اللاجئين من تركيا عبر اليونان وغرب منطقة البلقان. وقال مدير مكتب تنسيق ازمة اللاجئين في اوروبا التابع لمفوضية الامم المتحدة السامية للاجئين فينسينت كوشيتيل في تصريحات ادلى بها للصحفيين في بروكسل الجمعة الماضي "لدينا عدد من التصريحات من قيادات اوروبية مركزية تعد من وجهة نظري معادية للاسلام". واوضح كوشيتيل ان هذه التصريحات "قارنت وصول اللاجئين السوريين الى اوروبا بغزو الدولة العثمانية". من جهتها قالت رئيسة قسم السياسات العامة لدى مؤسسة (اصدقاء اوروبا) للدراسات والابحاث في بروكسل شادا اسلام في تعليق مكتوب على ازمة اللاجئين التي تواجهها اوروبا ان الازمة لها انعكاسات سلبية على التماسك الداخلي لاوروبا وعلى الديناميكية الاقتصادية والانسجام الاجتماعي وكذلك على السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي ومكانته الدولية. ورأت ان "دور الاتحاد تهمش في جهود احلال الاستقرار في العالم العربي والاسلامي". وكان رئيس المجلس الاوروبي دونالد تاسك أكد يوم الجمعة الماضي في تصريح اثار تفاؤلا بين الاوساط السياسية الاوروبية وجود "اجماع يتبلور" بين القادة الاوروبيين حول استراتيجية التعامل مع أزمة المهاجرين وسبل وقف تدفق اللاجئين إلى دول الاتحاد.