×
محافظة المنطقة الشرقية

جامعة شقراء تعلن أسماء من شملتهم الترقية في مختلف الكليات والإدارات

صورة الخبر

موسم انتخابات الرئاسية الأميركية الحالية ظهر بشكل غير معتاد، فمع أن العراك اللفظي في مثل هذه الانتخابات معلوم، إلا أن هذا العراك ظهر بثياب رثة، والعجيب أننا نشاهد الناخب يضحك ويصفق مشجعا قيل لي اكتبي عن فلان المرشح للفوز بالانتخابات الرئاسة الأميركية، والحقيقة أن أمره لا يعنيني لا من قريب ولا من بعيد، والسبب أني لا أعتقد أنه سيفوز، فمع بساطة الإنسان الأميركي إلا أنه لا شك يدرك لا محال أن ذاك الشخص لا يفقه البتة حتى في أبسط أبجديات السياسة، بل أستطيع القول إن الكثيرين مدركون لخطورة تحركاته في هذا الاتجاه، فهو التاجر الذي جرب النجاح في عالم المال، لكن نجاحه ذاك لا يضمن له النجاح في إدارة شؤون بلاد بحجم بلاده، ولا يضمن له النجاح في التعامل مع دول العالم، ففي عالم السياسة تكون أوراقك مكشوفة فخططك التجارية كتاجر والتي قد يرد عليها المحظور، لا تصلح في عالم السياسة، خاصة أن خصومه داخل بلاده كثر، بل عددهم يتجاوز المنطق والمعقول داخل حزبه، كما أنه استطاع خلال أشهر معدودة ضمان وجود عدد كبير من الأعداء داخل حزبه وخارجه. هناك أمر لفت نظري كما لفت نظر الكثيرين.. ألا وهو الطريقة التي اعتمدها المرشحون في التسويق لأنفسهم في انتخابات الرئاسة الأميركية الحالية، فمعظمهم وعلى اختلاف أحزابهم لا يتورعون عن استخدام سياسة تسويقية غير لائقة!. وأنا على يقين أن ألفاظ هذا المرشح أو ذاك لا تصدر منهم ارتجالا، بل إن لديهم معاونين ليسوا أقل منهم بذاءة يعاونوهم على إثراء مكوناتهم اللفظية بهذا الكم من..... والحقيقة إني لم أستوعب كيف لشخص رشح نفسه ليكون رئيسا لدولة توصف بالعظمى التلفظ بكلمات سوقية، وكيف كسب هذا الكم من أصوات الناخبين الذين شاهدوه وهو يتصرف بهذا الإسفاف. وأتساءل على فرض أن الشعب الأميركي أصبح تستهويه هذه النوعية من السيناريوهات، وأصبح مدمنا على سماعها إلى حد أنه على استعداد لانتخاب من اختلّ عقله، فكيف ستتعامل دول العالم مع هذا الشخص أو ذاك لو تم انتخابه؟! وكيف ستصدق نواياه وتصادق على ما قد ينتهي إليه الاتفاق بينها وبينه، وكيف سيصافح ولاة أمرنا؟! وكيف سيجالسونه؟ وكيف سيستمعون إليه، يأمنون له ولحكومته؟! وكيف يضمنون تنفيذ اتفاقيات سياسية عسكرية تجارية تمت في عهد من سبقوه؟! والأخطر كيف سنضمن أمن أبنائنا وبناتنا المبتعثين أو الدارسين على حسابهم في أميركا؟! وكيف سنأتمن على أسرنا الموجودة هناك؟ وكيف سنتعامل مع الأمر لو تعرضوا للاستفزاز أو التضييق، في خضم سياسة رئيس يشجع على اضطهاد المسلمين الوافدين وطردهم؟ ثم أجد نفسي متحسرة وحزينة على تجار من بلادي أو مالكي عقارات أميركية، الذين قد لا يستطيعون سحب أموالهم من البنوك الأميركية، ولا يتمكنون من بيع عقاراتهم إلا بخسارة ضخمة.. فالجميع يعلم أن الخوف من هذا المرشح الأميركي أو ذاك وراء السعي إلى بيع عقاراتهم أو أسهمهم أو شركاتهم في هذه المرحلة بالذات. أتمنى على تجارنا إدراك أن وطننا أكثر أمنا على أنفسهم وأموالهم، وأنه من قلة الوعي استئمان هؤلاء أو غيرهم على ثرواتهم، فتبعا لتغير حزب الرئيس الأميركي وبرنامجه قد تستبدل الكثير من سياسات سلفه على اختلافها، سواء كانت السياسية أو التجارية أو العسكرية، وبالتالي تختل الموازين وتؤثر على المستثمر الوافد وقد تصيبه في مقتل. إن الديمقراطية التي يحاول بعضهم تصديرها لنا وتقبلنا لها لا تحمل في طياتها وعلى أرض الواقع إلا كل إسفاف، ففي ظل هذه الديمقراطية لا يحترم الابن أباه ولا يرحم الأب ابنه ولا حتى ابنته، ولو حدث فستكون تلك الرحمة محددة بسنوات لا تتعداها... هذه الديمقراطية هي من أنجبت مرشحين لا يتورعون عن النطق بكلمات قبيحة في مضامينها وصياغاتها، عبارات أثارت حماس المريدين المتحزبين فصفقوا لهم وأشادوا... تلك الديمقراطية ليس لها علاقة برقي التعامل ولا باحترام الخصوم، فالصراع بينهم لا بد أن يطعم بكلمات دونية نترفع نحن عن النطق بها، والغريب أن الحزب الواحد قد يخرج منه أكثر من مرشح يتناوبون على سباب بعضهم بعضا والسخرية من بعضهم بعضا، فالمرشح المثير لاهتمام الناخبين هو القادر على التلفظ بالقذارة والهجوم على الخصوم خارج الحزب أو من داخله. ولكن الواقع يؤكد أن موسم انتخابات الرئاسية الأميركية الحالية ظهر بشكل غير المعتاد، فمع أن العراك اللفظي في مثل هذه الانتخابات معلوم، إلا أن هذا العراك ظهر هذا الموسم بثياب رثة، والعجيب أننا نشاهد الناخب الأميركي يضحك ويصفق مشجعا لمن عمد من المرشحين للسباب، فهل أصبح السباب والتلفظ بما هو غير لائق العنصرين المحركين للديمقراطية الأميركية؟