قال عضو مجلس الشورى دكتور زهير الحارثي: إن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الداخلية إلى فرنسا كانت ناجحة بكل المقاييس، واصفًا العلاقات السعودية الفرنسية بأنها تعيش أفضل حالاتها، ومؤكدًا أن زيادة التنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي وفرنسا جاء لسد فراغ بالدور الأمريكي الذي لم يعد مهتما بمصير المنطقة وقضاياها. وفي التفاصيل: أكد الدكتور زهير الحارثي أن العلاقات السعودية - الفرنسية تعيش اليوم أفضل حالاتها، مشيرًا إلى أن التقارب بين البلدين مر تاريخيا بمراحل مفصلية بغض النظر عمن كان في الحكم اشتراكيًا أم يمينيًا. وأوضح الحارثي أن الزيارة المهمة لولي العهد الأمير محمد بن نايف جاءت في ظروف استثنائية تعيشها المنطقة ما جعلها تكتسب أهمية خاصة في توقيتها وطبيعة الملفات المطروح نقاشها، فضلاً عن أن موقع البلدين الجيوسياسي سواء للرياض في مجلس التعاون الخليجي أو باريس في الاتحاد الأوروبي يعطي لكليهما زخمًا كبيرًا للتأثير في القضايا السياسية الدولية. وأضاف: إن زيارة ولي العهد إلى باريس ناجحة بكل المقاييس، ويعود ذلك إلى الشراكة السعودية - الفرنسية التي انطلقت من رؤية إستراتيجية مستندة على: التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري ما يعني أن المكانة التي اعتادت عليها باريس لم تعد كما هي بل تجاوزتها بكثير بدليل انعكاسات ذلك المناخ الإيجابي على علاقتها بدول الخليج. وشدد الحارثي على أن الرياض وباريس تجمعهما مصالح متنوعة ساهمت في ترسيخ علاقة وثيقة لاسيما في جوانب عدة ومن أهمها: مجال التقنية النووية للأغراض السلمية. حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ ثمانية مليارات يورو. ملفات عسكرية ودفاعية. الملف اللبناني كأبرز القواسم المشتركة. وقال الحارثي: إن الشأن اللبناني خاصة في الوقت الراهن يكتسي أهمية كبيرة، وتحديدًا بعد إيقاف الهبة السعودية للجيش اللبناني بسبب أساليب حزب الله وسيطرته على القرار السياسي اللبناني إلا أن ملف الإرهاب كان الأبرز حضورًا بوجود الأمير محمد بن نايف الذي يعتبر عراب هذا الملف وعايشه على مدى عقدين من الزمن. وأضاف الحارثي: إن التنسيق الخليجي - الفرنسي، جاء ليسد فراغ الدور الأمريكي الذي لم يعد مهتمًا بمصير المنطقة وأحداثها ولذا فتطابق الرؤية ما بين البلدين في ملفات عديدة، كتوحيد الجهود الدولية لمواجهة داعش وملف الإرهاب فضلا عن الموقف من البرنامج النووي الإيراني وتثبيت الشرعية في اليمن والمخرج السياسي في سورية بتطبيق مخرجات جنيف1 وخروج الأسد في بداية المرحلة الانتقالية. وأكد الحارثي على أن التقارب السعودي-الفرنسي بزيارة سمو ولي العهد ليس بالضرورة ضد أحد بقدر ما أنه يسعى لحلحلة قضايا المنطقة وخلق توازن في موازين القوى إقليميًا ودوليًا، فضلاً عن أن السعودية ليس لديها حساسية من اتجاهات البوصلة شرقًا كانت أم غربًا طالما أن هذه الوجهة أو تلك تخدم مصالحها العليا وتعزز استقرار المنطقة.