×
محافظة المنطقة الشرقية

الأمير متعب بن عبدالله يزور مصابي الحد الجنوبي من قوات الحرس الوطني

صورة الخبر

تسعى الملحقية الثقافية في باريس إلى أن تكون جسرا حقيقيا بين الشعبين الفرنسي والسعودي ومن ورائهما كل المهتمين بتلاقح الحضارات ويتم ذلك عبر طرق متعددة منها ترجمة الكتب والمشاركة في معارض الكتب والمساهمة في تعزيز مكانة اللغة العربية في فرنسا وإقامة ندوات فكرية وأدبية حول الموروث الثقافي والأثري ومختلف أشكال الإبداع في المملكة والحرص على تعزيز التعاون بين الباحثين والجامعيين والمؤسسات الجامعية والبحثية في كلا البلدين. والتقت " الرياض " الدكتور إبراهيم البلوي الملحق الثقافي السعودي في باريس بمناسبة زيارة سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف.. وفيما يلي نص الحديث كاملا.. -أطلقت الملحقية الثقافية منذ سنوات عديدة مشروعا تشرف بمقتضاه على نقل كتب صادرة أساسا باللغة الفرنسية إلى اللغة العربية لتوسيع دائرة الاستفادة من المعارف التي تنتج بلغات أخرى غير العربية من قبل القارئ السعودي بشكل خاص والعربي عموما . ما هي بعجالة دروس حصاد هذه التجربة ومعالم الدفع بها قدما إلى الأمام ؟ * باعتبار أن الترجمة جسر بين الثقافات،أطلقت الملحقية الثقافية في باريس منذ سنوات بدعم من وزارة التعليم مشروعا للترجمة لتوسيع دائرة الاستفادة من العلوم والمعارف المنتجة باللغات الحية ومنها الفرنسية، وفي هذا الصدد بلغ عدد الكتب المترجمة 40 كتاباً تناولت في مجملها مجالات الاقتصاد والعلوم الإنسانية والآداب والعلوم الطبيعية، ونذكر منها على سبيل التذكير لا الحصر الأعمال المترجمة للمفكر الفرنسي الكبير إدغار موران. ولا يتوقف اهتمام الملحقية بالترجمة عند ترجمة الكتب الفرنسية إلى العربية، بل ذهب المشروع إلى أبعد من ذلك من خلال ترجمة كتب عربية إلى الفرنسية. وقد صدر هذا الأسبوع بمناسبة مشاركة المملكة في معرض باريس الدولي للكتاب، كتاب " المرأة واللغة" للدكتور عبدالله بن محمد الغذامي، نقله إلى اللغة الفرنسية المترجم الفرنسي لوك بربولوسكو ، وهو الذي ترجم أيضا رواية "خاتم" للروائية السعودية رجاء عالم، ومن الكتب الجديدة ومجموعة ثانية من القصص السعودية، وهي تضاف إلى المجموعة الأولى من القصص القصيرة لكتّاب سعوديين، وصدرت كلاهما عن دار النشر الفرنسية "لارماتان". ويهدف هذا المشروع إلى التعريف بالإنتاج الأدبي والفكري في المملكة. ويضاف لهذه الأعمال ما تم ترجمته عن طريق الملحقية، الأعمال العلمية الصادرة عن سلسلة Les essentiels d’Hermès التي حصلت الملحقية على حقوق ترجمة إصداراتها . وتتبع هذه السلسلة العلمية للمركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية (CNRS). ومثل هذه التجارب تساهم في الارتقاء بعملية الترجمة والنهوض بها وتعزيز أدوات الحوار الثقافي، وإثراء المكتبة العربية إيماناً منا بأن من أهم وسائل التفاعل الثقافي هو المساهمة في الإنتاج العلمي. مشاركة متزايدة في معارض الكتب -لوحظت في السنوات الأخيرة مشاركة المملكة في معرض الكتاب الباريسي السنوي . كيف يمكن تطوير هذه المشاركة على نحو يتيح التعرف بشكل أفضل على إصدارات المملكة في مختلف حقول المعرفة بشكل عام وفي مجال الإبداع الأدبي والثقافي على وجه الخصوص؟ * للتعريف بالدور الفاعل للمملكة من خلال الإنتاج الفكري والثقافي، تشارك المملكة في مختلف الفعاليات الثقافية والعلمية. فقد أشرفت الملحقية الثقافية على معرض باريس وجنيف للكتاب، وفي عام 2016 ، تشارك الملحقية للمرة الرابعة في معرض باريس الدولي للكتاب. ويأتي حضور المملكة في مثل هذا المشهد الثقافي الكبير لتوطيد جسور الحوار والتواصل الثقافي والعلمي مع الثقافات الأخرى، ونطمح دوما لتكون هذه المشاركة متميزة على جميع المستويات. وتحرص الملحقية على إقامة الندوات والمحاضرات والورش المتعلقة بالخط العربي في مثل هذه المناسبات التي تلقى إقبالاً كبيراً لدى طلبة المدارس والجمهور الفرنسي بشكل عام. - أصبحت الملحقية الثقافية في باريس تساهم أكثر فأكثر في الفعاليات التي تقام في فرنسا كل عام بمناسبة الاحتفال بيوم اللغة العربية العالمي. ما هي الأبعاد والمحاور التي ركزتم عليها حتى الآن في هذا الإطار ؟ * تسعى الملحقية من خلال الفعاليات الثقافية من ندوات ومحاضرات ومعارض، والتي تحرص على تقديمها طول السنة، إلى الاحتفاء بثقافتنا ولغتنا والتعريف بالإنتاج الأدبي والفكري السعودي في الغرب عموماً ولاسيما في فرنسا. وتأتي في مقدمة هذا البرنامج الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، وسنويا تنظم الملحقية ندوة خاصة بهذه المناسبة، تتناول من خلالها العديد من القضايا ذات الصلة باللغة العربية مثل: "اللغة العربية والعلوم"، "واقع تعليم اللغة العربية في فرنسا". وقد أصدرت الملحقية بهذه المناسبة عددا خاصا من المجلتين "مقاليد" Essentiels de Maqalid الصادرة باللغة الفرنسية جمع الأعمال التي قدمت. تعاون وثيق بين الجامعات السعودية والفرنسية - أي دور تقوم به الملحقية في مجال دعم حوار الحضارات من خلال التعاون بين الجامعات السعودية والفرنسية ؟ * منذ نشأة الملحقية، انتهجت مبدأ الجمع بين مسألتي التعليم الذي يعد مهمتها الأساسية والثقافة التي لا يمكن فصلها أو عزلها عن قضايا التعليم والتواصل مع مؤسساته، إذ لا يمكن الفصل بين المحملين المكونين للمعرفة. من هنا، لم يكن غريباً التفكير في سبل الربط بين المؤسسات الأكاديمية من جهة والثقافية العلمية بين المملكة وفرنسا من جهة أخرى. وقد تجسد ذلك في برامج الملحقية وأنشطتها من خلال الاهتمام بالترجمة العلمية والأدبية والإصدارات الفكرية والعلمية وإقامة الندوات والمحاضرات، بما يفيد إثراء نسيج الثقافة العربية. وانطلاقاً من العمل المؤسسي لوزارة التعليم في المملكة العربية السعودية والذي تمثله الملحقية الثقافية في باريس في تنفيذ مهامها العلمية والثقافية، ورهانا على العلم والثقافة ومفاهيم الحوار والتواصل العلمي كشرط أساس لبناء مجتمعات المعرفة والمستقبل، عقدت الملحقية عدة فعاليات تخدم المخزون الثقافي على أرض المملكة العربية السعودية من نتاج فكري وإبداعي وحضاري، مسجلة بذلك حضوراً متميزاً كان له الوقع الملموس في تعزيز الرسالة المضيئة لوطننا العزيز وتأكيدها في نشر قيم السلام والتلاحم وتبادل القيم الحوارية سواء كان ذلك عبر المعارض الأثرية والفنية والتصويرية والتشكيلية، أو الشراكات العلمية والأكاديمية واللقاءات العلمية رفيعة المستوى. وأود بالأخص تسليط الضوء على الندوة السعودية الفرنسية لحوار الحضارات التي تبنتها وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية كنشاط دوري أكاديمي بين الأساتذة والعلماء السعوديين والفرنسيين، وبمشاركة الجامعات والمؤسسات العلمية والبحثية في المملكة وفرنسا، حيث انعقدت 4 دورات في إطار هذه الندوة، الأولى في جامعة الملك سعود بالرياض بتاريخ 7-9 مارس 2009م، والثانية في جامعة السوربون باريس1 بباريس بتاريخ 15-16 مارس 2010م والثالثة في جامعة الملك عبد العزيز بجدة بتاريخ 21-22 أبريل 2012م والأخيرة بتاريخ 21-22 أكتوبر 2014 في الكلية الوطنية للتاريخ والمحفوظات. وقد تضمنت التوصيات النهائية للندوة مشروع إنشاء مجموعة من الكراسي العلمية بين الجامعات والسعودية والمراكز البحثية والمؤسسات الجامعية الفرنسية. وتهدف هذه الكراسي إلى إجراء البحوث والدراسات في مجال الكراسي العلمية في الجامعات المتعاونة بهدف الإجابة على التساؤلات العلمية في كلا البلدين حول مجالات التمويل الإسلامي وحوار الثقافات وكذلك دعم المعرفة المتخصصة في مجالات الكراسي من خلال الأنشطة والتواصل العلمي. وبالفعل تم إنشاء كرسيين أكاديميين في يناير 2011م، أولهما كرسي لحوار الحضارات بالشراكة بين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وجامعة السوربون باريس 1. ومن نتاجات الكرسي العديد من الندوات العلمية ومعرض أنوار الحكمة الذي أقيم في معهد العالم العربي، وإصدار العديد من الأعمال العلمية والترجمات والمؤلفات. والكرسي الثاني هو كرسي الاقتصاد الإسلامي بالشراكة بين جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة السوربون باريس 1. كان من إسهامات هذا الكرسي عقد ما يزيد من 22 ندوة علمية عالمية، والعديد من الإصدارات العلمية والترجمات والمؤلفات لعلها تسهم في التعريف العلمي الحق بماهية التمويل الإسلامي ومبدأ أخلاقيات المبادلات المصرفية في المالية العالمية. تقديم كنوز المملكة الأثرية إلى الفرنسيين - في العقود الأخيرة، تزايد اهتمام الفرنسيين بالموروث الثقافي العربي الذي لديه علاقة بالآثار. كيف يمكن للملحقية المساعدة على إطلاع المواطنين الفرنسيين على الاكتشافات الأثرية الهامة في المملكة والتي يتم التوصل إليها عبر التعاون الثنائي بين البلدين ؟ * تولي المملكة اهتماما كبيرا بالإرث الإنساني الكبير الذي تحتضنه أرض المملكة العربية السعودية، وما تزخر به خاصة من مخزون هام لحضارات تعاقبت، إذ كان الحفاظ على ذلك الإرث من أهم إنجازات التنمية؛ لكونه دلالة التقدم الحقيقي في الكثير من المجالات. وقد عمدت الملحقية منذ فترة إلى تكثيف برامج التعاون العلمية والأكاديمية في مجال الآثار، إيمانا منها بضرورة مد جسور المعرفة والعلم إلى الإرث الإنساني الذي تمثله الآثار بوصفه منتجا جضاريا إنسانيا عريقا، وأيضا لتواكب القفزة النوعية التي حققتها الجامعات والمراكز الاختصاصية السعودية بإنشائها المتاحف وأقسام الآثار وعلومها لتطوير القدرات وتنميتها في هذا المجال وخلق البنية المعرفية لهذا العلم الهام ؛ وكذلك تولي الهيئة العليا للسياحة والآثار برامج كبيرة للمسوحات والتنقيبات الأثرية، فقد نظمت الملحقية عددا من اللقاءات الرفيعة وورش العمل والمؤتمرات، أذكر منها على سبيل المثال ورشة العمل التي أقيمت في متحف اللوفر الباريسي خلال شهر مارس 2007 وشارك فيها الدكتور سعيد السعيد من جامعة الملك سعود وورشة إرث العابر التي نظمت في المرصد الوطني للفنون والآثار حول المكتشفات الأثرية الحديثة في المملكة خلال شهر فبراير 2008م بمشاركة عدد من علماء الآثار والأساتذة السعوديين والفرنسيين، وغيرها من المحاضرات حول الآثار خلال مشاركات الملحقية في معرض الكتاب الدولي في باريس. من جهة أخرى عملت الملحقية على بناء شراكات مؤسسية بين كبرى الجامعات في فرنسا ونظيراتها في المملكة، فعلى سبيل المثال ترتبط جامعة حائل بجامعة السوربون باريس 1 باتفاقية كبيرة تتعلق بالتنقيب والدراسة وتبادل الخبرات والأساتذة والطلبة، وكذلك دعم الدراسات والأبحاث المشتركة. وهو نموذج للشراكات العلمية التي تسعى الملحقية لإنشائها. وأيضا الشراكة في مجال الطب بين جامعتي حائل وروان الفرنسية. ومن الشراكات العلمية المتميز بين المملكة وفرنسا توقيع اتفاقية دراسة الطب في فرنسا، حيث يرسل سنويا لفرنسا 50 طبيبا سعوديا لدراسة اختصاص الطب. - كيف يمكن للمملكة إقامة تعاون ثقافي مع فرنسا يكون فيه حيز خاص للأنشطة الثقافية التي تقام خارج باريس ؟ * شاركت الملحقية في العديد من المناسبات التي تعرف بالإنتاج الفكري والحضاري في المملكة العربية السعودية، وسجلت بذلك حضوراً جيداً كان له الوقع الملموس في اللقاءات العلمية والثقافية خارج باريس، مثل معرض لارمادا للسفن الشراعية عام 2008م والذي نظم في مدينة روان . وساهمت فيه الملحقية من خلال عروض فلكلورية ومعرض للنخيل لتقديم أوجه الثقافة في المملكة العربية السعودية. وقد أشاد جميع الزوار بأصالة وجمالية المعرض والمعروضات والمشاركة السعودية. وأيضا إقامة معرض أدوات الكتابة في 2013م. كما شاركت الملحقية في دورات معرض جينيف الدولي للكتاب خلال سنوات 2012-2013-2014 . - إلى أي حد يمكن للملحقية مساعدة المبتعثين السعوديين على أن يكونوا سفراء لحوار الحضارات والثقافات ؟ * سعت الملحقية إلى إقامة برامج تعاون مع المؤسسات التعليمية والعلمية الفرنسية من خلال مشاركة المبتعثين في تنظيم وحضور هذه الفعاليات ويكون للمبتعثين الدور الأول فيها من خلال تمثيلهم لبلدهم في هذه المحافل والمؤتمرات الجامعية التي تنظمها الملحقية وفي معرض الكتاب.