أكد عدد من سكان قرى رملان العتيدة معاناتهم الشديدة من نقص بعض الخدمات الأساسية وعلى رأسها سوء السلفتة والتي تؤثر بالسلب على حركة المراجعين للمستشفيات ووصول الطلاب والمعلمين إلى مدارسهم وغيرها من العراقيل، فيما أكد مدير بلدية محافظة الدرب المهندس سليمان الفيفي أن سفلتة رملان ضمن المشروعات التي تم طرحها للتنفيذ وأن المجلس البلدي بالمحافظة هو المسؤول عن تحديد الأولويات في تنفيذ المشروعات وأن الأولوية كانت لتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع درء أخطار السيول وسيتم البدء في تنفذ المرحلة الثانية قريبًا. «المدينة» اتجهت إلى الطريق الموصل لمشارف القرية انطلاقًا من الطريق الدولي (جازان - جدة) مرورًا بخزان جبل عكاد والانعطاف بعد ذلك في طريق تم تعبيده بالإسفلت إلى أن كان الوصول إلى اللوحة الدالة على (رملان). وفي طريق مسفلت مستقيم كانت التحذيرات من مرافقي (المصور) الشاب عرار الدربي وهو أحد أبناء رملان يحذر من عدم الانخداع وراء انسيابية الطريق، عندها واجهتنا لوحة معينة حمراء معلنة أن الطريق مقطوع وأن هذه النقطة هي نهاية الانسيابية بعد كيلو متر واحد فقط، لتبدأ بعدها المعاناة التي فصلها عرار بقوله إن الشركة المتعاقدة لتعبيد الطريق اكتفت بكيلو متر واحد فقط من أصل خمسة كيلومترات هي طول الطريق حسب العقد. أثناء الرحلة خفّض عرار السرعة كثيرًا محاولًا المحافظة على سيارته قدر الإمكان فالطريق به مساحات ممتدة من الوعورة وكان السيل يسيطر على غالبية الطريق ليرسم تضاريسه مرةً أخرى وخريطته تتغير بعد أي مداهمة من سيل أو مطر ليتحول إلى طريق آخر يفتح ببعض سيارات الدفع الرباعي التي نذرها أصحابها من أهالي القرية لتيسير الحياة على البعض الآخر. ضحية البطء ويتحدث المواطن محمد علي آل حديدي بحرقة عن بطء تفاعل الدوائر الحكومية المعنية مع معاناتهم، فهم معزولون عن المجتمع الخارجي لفترات كثيرة خلال السنة، وأنه راجع هذه الدوائر مرات ومرات دون فائدة وفي يده نماذج من هذه المطالبات وأوامر تشكيل اللجان التي تمخضت عن لا شيء على حد وصفه. ويشير إلى أن أكثر ما يقلقه هو وضع أبنائهم ومستقبلهم التعليمي غير واضح المعالم وخصوصًا في ظل وجود مدرستين ابتدائيتين في القرية إحداهما للبنين والأخرى للبنات يتم تعطيلها عند قطع الطريق لعدم استطاعة المعلمين الحضور إلى القرية كما أن أبناء القرية من الدارسين في المتوسطة والثانوية يعجزون عن الوصول لمدارسهم وكثير منهم وخاصة من الفتيات توقف تعليمها عند المرحلة الابتدائية، لتمر حينها سيارة وانيت فيشير إليها مستطردًا:» هذه هي وسيلة نقل أبنائنا للمدارس خارج القرية فلا وجود للباصات هنا» . طريق وعرة أما علي أحمد طالبي من أهالي القرية فيشير بحزن إلى موقع مقابل لباب منزله (هنا دعست طفلتي بطريق الخطأ ولم أتمكن من إسعافها بسبب سوء الطريق) ويذكر حالات أخرى مشابهة فهناك امرأة وضعت طفلها وهي محمولة على الأيادي في ظل عدم استطاعة السيارات على عبور الطريق في إحدى الليالي الممطرة وشاب تعرض للدغة ثعبان أيضًا حمله أقرانه على سواعدهم لعبور السيل وأفلحوا في إيصاله إلى الطريق العام وهو ما يزال على قيد الحياة. وقال إن هذا المواطن لديه أمنية ألا يتعرض أحد من القرية لمثل مأساته مستقبلًا وإن كان لا يستبعد ذلك ويقترح أن تقوم وزارة الصحة بافتتاح مستوصف في القرية مستقبلًا لكنه يعود متسائلاُ (وإذا قطع الطريق لن يحضر الكادر الصحي أيضًا ؟ إذن لا فائدة) . الوحيدة التي لم تسفلت وبيَّن إبراهيم محمد زهير أحد سكان القرية أن قريته هي الوحيدة في محافظة الدرب التي لم تصلها السفلتة رغم قربها من الطريق الدولي ومراجعاتهم الكثيرة واللجان العديدة التي حضرت خصوصًا أن مشكلة الطريق الموصل للقرية تم رفعها لجهات عدة ولكن لم تنته المشكلة إلى الآن. البحث عن حل اما محمد يحيى عسيري أحد كبار السن في القرية فيشير إلى أنهم سكنوا قراهم وارتبطت أرواحهم بها ولكنهم يتعرضون لضرر بالغ بسبب كثرة انقطاع الطريق ولا ملاذ لهم سوى الجهات الحكومية التي يتمنى أن تحضر وتشاركهم معاناتهم وتوجد الحلول وتنفذها فورًا دون إبطاء أو تسويف وهم متقبلون لأي حلول حتى لو كانت على حساب خروجهم من قريتهم إلى موقع آخر. مطروحة للتنفيذ «المدينة» اتصلت بمدير بلدية محافظة الدرب المهندس سليمان الفيفي وشرحت له معاناة مواطني رملان وأفاد بأن سفلتة رملان ضمن المشروعات التي تم طرحها للتنفيذ، والمجلس البلدي بالمحافظة هو المسؤول عن تحديد الأولويات في تنفيذ المشروعات علمًا بأنه أعطيت لهم أولوية في تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع درء أخطار السيول وهو الأهم بالنسبة لهم وسيتم البدء في تنفذ المرحلة الثانية قريبًا. المزيد من الصور :