×
محافظة المنطقة الشرقية

الإمارات: سعر النفط يجبر المنتجين على تجميد مستوى الإنتاج

صورة الخبر

الهدنة المؤقتة التي رعتها روسيا والولايات المتحدة انبثقت عنها أول حالة من الهدوء بعد خمس سنوات من العنف والصراع، كما أنها جلبت بعض الاستقرار والأمل، وهي تختبر صدق محادثات السلام المقبلة، والسلام هو أكثر من مجرد غياب الحرب، ولإثبات هذه البديهية القديمة، يكفي النظر إلى السوريين وهم يستغلون وقف إطلاق النار الهش، الذي بدأ في 27 فبراير الماضي، وهو أول نوع من الهدوء منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية عام 2011. واستأنف بعض السوريين الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، في حين أن آخرين يبحثون عن أحبائهم المفقودين، ويتصلون مع السوريين المشتتين في مختلف بقاع الأرض. وتقوم الجمعيات الخيرية بنقل المياه والأطعمة والإمدادات الأخرى، إلى نحو 1.7 مليون محاصر نتيجة الصراع. في حين أن قلة من الناس هربوا من البلد. وعلى الرغم من أن السلام المؤقت هش، إلا أنه يجلب بعض الاستقرار والأمل وإعادة التلاقي الاجتماعي. وهذه حقائق ضرورية لإنهاء الافتراضات الزائفة بشأن الحرب غير المنتهية. وإذا التزم نظام الاسد ومقاتلي المعارضة باتفاق وقف الأعمال العدائية، فإن ذلك يمثل علامة جدية على رغبته في التوصل إلى اتفاق سلام عبر التفاوض في سويسرا خلال الأيام المقبلة، ولكن الشكوك لاتزال كبيرة لدى الطرفين، كما أن الاتفاق الذي رعته روسيا والولايات المتحدة، لا يتضمن تنظيم داعش وحركتي النصرة والقاعدة. وهي لاتزال أهدافاً لقصف الغارات الجوية. ويمكن اعتبار الهدنة المؤقتة على الأقل اعترافاً بأن أياً من الطرفين لم يربح هذه الحرب. ونظراً إلى أن نصف سكان سورية قد أصبحوا لاجئين ونازحين نتيجة القتال، فإن فكرة النصر الشامل على عدو مهزوم تبدو مجرد وهم. وتتمثل الخطوة الأساسية التالية في هدنة شاملة يمكن مراقبتها، وإن كان ذلك يعني أن الصراع قد تجمد، إلا أنه يمنح السلام الذي سيقدم الفرصة للسوريين ليقرروا ما اذا كانوا يريدون الحفاظ على بلدهم كاملاً أو تقسيمه. وأكثر القرارات صعوبة يتمثل فيما اذا كان الرئيس الاسد سيقبل عملية انتقالية تؤدي إلى نهاية حكمه. ويمكن أن تقدم الدول الأخرى الكثير لتحديد ماهية الحل الذي يجب التوصل إليه. وكما هي الحال لدى العديد من الدول الأخرى، التي تعين عليها القيام بفترات انتقالية صعبة، فإن الطريق نحو المصالحة يتطلب التوازن الصحيح بين العدل والسلام.