الإخوة الأعزاء موظفو القطاعات الحكومية والمؤسسات، العاملون بمنافذ ومطارات المملكة الدولية، وجميع موظفي المواجهة مع المسافرين زواراً كانوا أو مقيمين، قد يعتقد البعض بأنه لا يمثل إلا نفسه، فلا يبالي بآراء الآخرين في أدائه وتعامله، وآخر يرى بأنه يمثل القطاع الذي يعمل به، للأسف ضيق في الرؤية وقصرٌ في النظر، قد يكون ذلك مقبولا إن كنت وافداً لغرض العمل ولست مواطناً، فلتسمح لي بأن أقول لك: لا، فأنت تمثل ما هو أكبر من إدارتك ومؤسستك وقطاعك، أنت تمثل بلاد الحرمين الشريفين، أنت تمثل الوجهة الإسلامية الأكثر قدسية ويقصدها جميع مسلمي الأرض، تمثل مهبط الوحي ومنبع الرسالة، تمثل أحفاد صحابة رسول الله، تمثلون جزيرة العرب، تمثلون النخوة والأصالة والكرم، تمثلون الإباء ونبل الأخلاق، تمثلون الشهامة وإكرام الضيف وحسن الضيافة، تمثلون المملكة العربية السعودية، تمثلون الشعب، تمثلون الوطن، تمثلون قرابة العشرين مليون مواطن على قيد الحياة، وتمثلون مئات الملايين وأكثر من المتوفين الذين يحملون وصفنا كأهل الحجاز ونجد والشمال والجنوب وأهل المنطقة الشرقية، أنتم واجهة كل ذلك وأكثر، فأحسنوا التمثيل وشرّفوا الوطن، وحافظوا على حسن ظن مسلمي العالم بنا ولتعجبوا بأخلاقكم غيرهم، لا تغيروا نظرة ذلك الفتى الصيني الذي أخذ يتأمل ملامحي واقترب للسلام في قوانزو قبل سنين ثم قال من أين أنت؟ فأجبته وأغرورقت عيناه دمعاً فقال أنا مسلم وأحبكم، أنتم أبناء الصحابة، سأجمع المال عشر سنوات لأزوركم وأزور مكة والمدينة، أذهلني موقفه وكم شعرت بالخجل، فنحن نعيش بالقرب منها ويتثاقل البعض منا زيارتها، مثل هذا الفتى نصادف الكثير في المطارات ولا نعلم عن ما في داخله وما يعتقده فينا وفي بلادنا، أكرموا المسافرين بحسن التعامل فأنتم في مواقع يأتيكم فيها الخير من حيث لا تدرون ولا أخير من دعاء مسلم لك وخصوصاً إن كان في حالة سفر، واستغلوا وظائفكم فيما هو أكبر من روتين أعمالكم وأشغلوا مواقعكم بقضاء حاجات الناس، فأنتم المستفيدون من ذلك في دنياكم وآخرتكم.