معظمنا يعرف أن الأغلبية في مجتمعنا العربي اليوم هم الشباب ، وهؤلاء هم الأكثر تأثراً بما يعتري المجتمع من تحديات أو مشكلات اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية وهم الأكثر تأثيراً أيضا كما أثبتت العديد من الأحداث مؤخراً ، ووفق دراسات عدة فإن أكبر هموم الشباب العربي اليوم تنحصر في الحصول على تعليم مميز يتناسب مع سوق العمل ويلي ذلك الحصول على فرصة العمل ، وتتغير هذه الاهتمامات تبعاً لتغير المراحل العمرية للشباب ، فاهتمامات سن المراهقة تختلف عن اهتمامات سن النضج ومايتبعها من رغبة في تحقيق الإندماج في المجتمع من خلال تعليم عالٍ وعمل يكسب منه رزقاً ومن ثم البحث عن شريكة الحياة لتكوين الأسرة . في ظل الظروف التي تعيشها العديد من الدول العربية اليوم فإن الوضع السياسي قد فرض نفسه على اهتمامات كثير من الشباب العربي إذ أصبحت أحاديثهم تركز على المستقبل وتحقيق الأمن واستخدام التقنية ووسائل التواصل الاجتماعية لإيصال مثل هذه الرسائل ، والبعض الآخر نجد بأن إهتماماته ومحور حياته ومعظم وقته مركز في متابعة أحدث الموضات وأخبار الفنانين والفنانات أو متابعة الأندية الرياضية ونجوم الرياضة العربية والعالمية وغيرها من الاهتمامات الأخرى السطحية والشخصية والتي لا أثر يرجى من خلالها على مستقبله العملي أو على مجتمعه . إن الشباب العربي اليوم يعتقد بأنه مغيب عن وضع خارطة مستقبله كما إنه يشعر بأن ماينشر ويسمع من إهتمامات وبرامج وأنشطة ترتبط بشؤونه وتطوير مهاراته وقدراته ليست إلا حبراً على ورق ولا أثر لها واضح على أرض الواقع ويؤكد هذا الاعتقاد عدم وجود نتائج ظاهرة وحلول عملية للعديد من المشاكل التي يعاني منها مما ساهم في فقد المصداقية ووجود فجوة بين الشباب والعديد من الجهات الحكومية . ومع ذلك فإن الشباب العربي يعتقد اليوم بأنه الأمل في إعادة الأمة إلى مكانتها وقوتها وأن لديهم الإستعداد لتحمل هذه المسؤولية لو أتيحت لهم الفرصة ولو ملكوا الأدوات اللازمة للتغيير ولو استطاعوا أن يكافحوا الفساد الذي انتشر في كثير من مفاصل الدول العربية وأصبح مثل السرطان الذي لايمكن مقاومته ، ولو أصبح لهم دور واضح في بناء خطة المستقبل ، ومقابل هذا فدورنا أن لاندع اليأس يتسرب إلى نفوسهم وأن لانسمح لهم بأن يرفعوا راية الإستسلام بل يجب أن يواصل الشباب العربي تمسكه بالأمل وأن يعمل بجد وإجتهاد وصبر وعزيمة ليحقق آماله وطموحاته ويبني مجتمعه ويحمي وطنه فهو الأمل وهو المستقبل . Ibrahim.badawood@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (87) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain