×
محافظة المنطقة الشرقية

عائلة «الماجد» تطالب بإرسال جثمانه للسعودية

صورة الخبر

إذا كنت تفكّر في زيارة روسيا خلال فعاليات دورة سوتشي الأولمبية الشتوية التي تنطلق في 7 شباط (فبراير) المقبل، فالأفضل أن «تنسى» جهاز الهاتف المحمول والكومبيوتر الشخصي في البيت، أو... كن مستعداً إذا صممت على التزود بوسائل الاتصال الحديثة أثناء إقامتك على الأراضي الروسية لنتائج تصرّفك. بهذا المعنى تقريباً جاءت «النصيحة» التي وجهتها أجهزة غربية لمواطنيها. وجوهر التحذير أن الروس جهزوا نظام مراقبة شاملاً سيضمن لهم التنصّت على ضيوف الأولمبياد ورصد مكالماتهم الشخصية ورسائلهم القصيرة أو محادثاتهم عبر وسائل الاتصال الذكية. لا مكان للخصوصية في سوتشي. والتدابير الأمنية هي عنوان الأولمبياد الشتوي، خصوصاً أن زعيم المجموعات الانفصالية المتشددة في شمال القوقاز دوكو عمروف وفّر للأجهزة الأمنية الذريعة الكافية لبسط سيطرتها والتصّرف على هواها، لأن «حماية أمن الرياضيين وضيوف الفعالية العالمية أهم من الكلام المنمّق عن رفض انتهاك الخصوصية»، بحسب مسؤول أمني سابق. ولم يكتفِ عمروف الذي يختبئ في مكان ما وسط جبال داغستان الوعرة والمحمية جيداً بالغابات، بالتهديد الذي أطلقه في منتصف حزيران (يونيو) الماضي، عندما شبه الأولمبياد بـ «رقص شيطاني على عظام أجدادنا» في إشارة إلى موقع سوتشي على كتف منطقة القوقاز، وتوعّد ببذل «كل ما نستطيع لمنع تنظيم هذه المهزلة». فهو سار شوطاً أبعد بتوجيهه عشية رأس السنة الجديدة «هديتين» دمويتين لروسيا وللمجتمع الدولي عبر تفجيري فولغاغراد الانتحاريين في منطقة لا تبعد كثيراً من سوتشي، وكأنه يقول: ها نحن بدأنا التنفيذ. لكن متابعي نشاط الأجهزة الخاصة الروسية يقولون إنها لم تكن تنتظر رسائل الإرهاب كي تتصرف، فهي بدأت الإعداد لترتيبات أمنية لا سابق لها في سوتشي منذ عام 2010، وتحديداً عندما عيّن أوليغ سيرومولوتوف مسؤولاً عن التدابير والنظام الأمني الذي سيفرض خلال الألعاب. ولم يكن اختياره عبثياً، فهو رئيس جهاز مكافحة التجسس التابع لهيئة (وزارة) الأمن الفيديرالي الروسية، ما يعني أنه متخصص أصلاً باصطياد الجواسيس. هكذا اختلطت ضرورات حماية «الرقص الشيطاني» ومن جاء لمشاهدة فعالياته والاستمتاع بإيقاعاته، مع هاجس مراقبة كل غريب قد يكون ارتدى زي ضيف الأولمبياد ليتجسس على روسيا وينتهك أمنها، في مرحلة شهدت تصاعد المواجهة مع الغرب، وغدت فيها روسيا تواجه «حملات هستيرية تسعى إلى الإضرار بها» كما كرر مسؤولون. يضاف إلى ذلك عنصر «الإبهار» اللازم، في بلد لا يملّ من المفاخرة بأنه أنتج «أضخم صاروخ» و «أقوى قنبلة» وأشياء كثيرة أخرى تأتي دائماً على وزن «أفعل»، والتي أضيفت إليها الآن «أكبر منظومة مراقبة شاملة في تاريخ الأولمبياد». والجسم الرئيس للمنظومة هو نظام «أوميغا» الذي يخضع لسيطرة مباشرة من جانب هيئة الأمن الفيديرالي، وقادر على رصد المحادثات الهاتفية والرسائل النصية ومتابعتها وكل نشاط يصدر عن أجهزة الاتصال الحديثة، ما يسمح بالحصول على معلومات كاملة عن أي تحرّك أو كلمة يتفوه بها ضيف الأولمبياد. وزوّد البرنامج بخصائص تسمح بالتقاط كلمات وعبارات محورية قد تكون لافتة أو تخفي معاني تعتبرها الأجهزة الخاصة مثيرة للاهتمام، في شكل يتيح متابعتها و «فلترتها». كما ألزم مقدمو خدمات الإنترنت والاتصالات في روسيا بتزويد شبكاتهم بلواقط خاصة لتشغيل نظام «أوميغا». وكي تكتمل شبكة المراقبة الشاملة نُشرت كاميرات في كل زاوية وشارع، ترسل معطياتها فوراً إلى مركز موحّد مسؤول عن تحليل البيانات الواردة وغربلتها، يضاف إلى ذلك طائرات استطلاع من دون طيار ستحلّق في سماء المدينة في شكل متواصل وبثّ صور بنظام «أون لاين». والنظام الإلكتروني الشامل للمراقبة لا يعني أن العنصر البشري سيكون غائباً، إذ ستكون عيون رجال أمن كثر متخفين في أزياء مشجعين وباعة وموظفين وغير ذلك، مفتوحة وآذانهم مصغية دائماً. باختصار، لا تبدو «سوتشي 2014» مكاناً مناسباً للإرهابيين، أو للراغبين في خوض مغامرات تجسس. أما الزوار العاديون فقد يكون عليهم فقط الاستماع إلى نصيحة الأجهزة الغربية والتخفيف من وسائل الاتصال.