أيمن حسن- سبق: يؤكد كُتاب صحفيون أن اعتراف الدفاع المدني السعودي بفشله في التعامل مع حادث الطفلة لمى الروقي هو البداية، حتى لا تتكرر المآسي، ويطالب الكتاب بإرسال مبتعثين من أفراد قوات الدفاع المدني للتدريب على أفضل وسائل التصدي للكوراث، كما يطالبون بتوفير الإمكانات المادية وحسن إدارة هذه الإمكانات. وفي مقاله الدفاع المدني.. الاعتراف بالفشل بداية النجاح في صحيفة الشرق يقول الكاتب الصحفي فهيد العديم: يجب أن نعترف أولاً بفشل الدفاع المدني في التعامل مع هذه الكارثة مهما كانت المبررات، فالقول إنهم يعملون ليل نهار وبجهد خرافي لا يعني أنهم نجحوا، فالعبرة ليس بمشقة العمل، إنما بالنتيجة، والقول بأن الخبراء الذين استعانوا بهم من جهات أخرى اتفقوا على أن طريقة الدفاع المدني هي الأفضل لا يبرر أيضاً فشلهم، وكذلك ما يردده بعض الزملاء من أن الدفاع المدني يعمل وفق الإمكانيات الموجودة لديه، فهذا من وجهة نظري عذر أقبح من ذنب، فالدفاع المدني من المُفترض أن يكون مهيأً للتعامل مع الكوارث -لا سمح الله- وكونه عُرف بأنه متخصص (بإطفاء الحرائق) لا يعفيه من التقصير، فنقص الإمكانيات خطأه وحده، فالاعتراف بنقص الإمكانيات ليس عذراً مقبولاً إلا إن كانت مديرية الدفاع المدني طلبت من قبل إيجاد معدات متقدمة وتأهيلاً عالياً لمنسوبيها وتم رفض هذا الطلب. وفي صحيفة الوطن يصف الكاتب الصحفي عبد العزيز قاسم ما عاناه كثيرون من ألم بسبب مأساة لمى، ويقول: اتصل بي أستاذنا وزميلنا في هذه الصحيفة د. علي الخبتي، والكلمات تتحشرج في فمه، ويصرخ ويقول: والله إنني بكيتها، ولم أستطع النوم، وعفت الطعام بسبب تلك الزهرة الصغيرة. أريد أن أسألك من هو المسؤول عن عدم إنقاذها، ولماذا لم يستطع رجال الدفاع المدني وكل هذه الإمكانات لديهم إنقاذها؟ استرسل د. الخبتي في حديث ملؤه الفجيعة والألم والتحسّر على فقداننا لمى. ثم يطالب قاسم رجال وقيادات الدفاع المدني بتحمل النقد ويقول: من الضروري أن يتسع صدر اللواء سليمان العمرو وأفراده لكل هذا النقد، الذي يترجم مشاعر كتّابها تجاه الكارثة، فضلاً على أن دافعهم مصلحة الوطن، لئلا تتكرر الأخطاء والتقصير في حوادث مماثلة لا سمح الله أطلب من اللواء العمرو وبقية رجال دفاعنا المدني الأحبة، الذين بذلوا ما يستطيعون بحسب إمكاناتهم، أن يصبروا على النقد العنيف للجهاز، والإفادة من كل الملاحظات والنصائح التي يوجهها الكتبة حيال أداء أفراد الدفاع المدني. ويطالب قاسم برصد الميزانيات وابتعاث أفراد الجهاز ويقول: من الضروري ونحن نجلد مديرية الدفاع المدني، ونحملها التبعات والأخطاء، ونصرّ على محاسبة المقصرين، أن نطالب في مقابل ذلك برصد ميزانيات مالية جديدة، ونؤكد على المسؤولين إضافة عناصر عالية التدريب والتأهيل، وابتعاث أعداد مناسبة لأفراد الدفاع المدني للدول المتقدمة في هذا المجال، كي يدرسوا ويطالعوا خبراتهم وكيفية إدارتهم لجهازهم، وكيف يتصرفون إزاء الحوادث النادرة، كالتي حصلت للابنة لمى الروقي. ويضيف الكاتب: ثمة نقطة مهمة يجب التأكيد فيها على دفاعنا المدني، تتمثل في القيام بالتنسيق مع بقية أجهزة الدولة، وخصوصاً الجيش، وذلك بعمل تدريبات مشتركة معها، ومناورات مكثفة، بغية إيجاد تنسيق عالي الرتم. ففي الكوارث والأزمات التي تفجؤنا؛ ليس من العيب أبداً، أو التنقيص من أداء الجهاز، الاستعانة بسلاح المهندسين في الجيش مثلاً. وفي صحيفة الشرق يؤكد الكاتب الصحفي ناصر المرشدي على الابتعاث وحسن إدارة الموارد ويقول: الإمكانات المادية -وهي الأهم- متوفرة، لكن الأهم حسن إدارتها، الذي لو توفر لجلب كل الأدوات اللازمة، واستورد خبرات الدول التي سبقتنا، لنختصر الزمن، ونحد من خسائرنا من مثل هذه الحوادث. ويضيف المرشدي متسائلاً: قوى الدفاع المدني البشرية الميدانية هل لها نصيب من الابتعاث، لتكتسب الخبرات وتنقل التجارب وتطبقها على أرض الواقع؟! إذا كانت الإجابة لا، فما فائدة ابتعاث مسؤول إداري لا جدوى من ابتعاثه سوى تزيين مكتبه بالشهادات والصور التذكارية؟.