عمان ـ لندن: «الشرق الأوسط» يتوجه بابا الفاتيكان فرنسيس الأول إلى الشرق الأوسط في مايو (أيار) المقبل في زيارة تشمل العاصمة الأردنية عمان والقدس وبيت لحم، وذلك تزامنا مع الذكرى الـ50 للزيارة التاريخية التي أجراها البابا بولس السادس إلى المنطقة عام 1964 وكانت الأولى لحبر أعظم إلى الأرض المقدسة. وقال الديوان الملكي الأردني في بيان أمس، إن البابا فرنسيس سيصل إلى الأردن في 24 مايو تلبية لدعوة رسمية من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. وعد البيان أن الزيارة «تشكل خطوة مهمة على طريق ترسيخ أواصر الإخاء والتسامح بين المسلمين والمسيحيين، وتعزيز رسالة السلام التي تدعو لها جميع الأديان السماوية». وأضاف البيان أن الملك عبد الله الثاني والبابا فرنسيس سيبحثان العلاقات الثنائية مع حاضرة الفاتيكان وعددا من القضايا المتصلة بتعزيز الإخاء والحوار والتعايش الإسلامي المسيحي، إضافة إلى تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط. وزار الملك عبد الله الثاني في أغسطس (آب) الماضي الفاتيكان والتقى حينها البابا فرنسيس الأول. ويذكر أن الأردن حظي بثلاث زيارات بابوية سابقة، كانت أولها زيارة البابا بولس السادس في عام 1964، والتي كانت أول زيارة للحبر الأعظم خارج إيطاليا حاضنة الفاتيكان، وأخرى للبابا يوحنا بولس الثاني في عام 2000، وآخرها للبابا بنديكتوس السادس عشر في عام 2009. وكان البابا فرنسيس أعلن في وقت سابق أمس بعد صلاة التبشير في ساحة القديس بطرس، أن زيارته الأولى إلى الأراضي المقدسة ستكون من 24 إلى 26 مايو. وأوضح أن رحلته ستتضمن ثلاث محطات: عمان وبيت لحم والقدس. ولم يتطرق البابا إلى برنامج الزيارة أو الاحتفال المنتظر جدا من قبل الفلسطينيين بقداس كبير في بيت لحم، حيث ولد السيد المسيح. وفي غضون ذلك، ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» في منتصف ديسمبر (كانون الأول)، أن هذا القداس الكبير سيكون «المحطة الأبرز» في زيارة البابا إلى الأراضي المقدسة، وأنه سيفيد السلطة الفلسطينية. وفي الأسابيع الماضية عبرت الصحافة الإسرائيلية عن خيبة أمل السلطات الإسرائيلية من المدة القصيرة للزيارة. ففي عام 200 قام البابا الراحل يوحنا بولس الثاني بزيارة حج استمرت ستة أيام إلى الأراضي المقدسة بينما بقي البابا السابق بنديكتوس السادس عشر خمسة أيام هناك في عام 2009. وبحسب معلومات أخرى من مصدر كاثوليكي في الأراضي المقدسة، ولم تتأكد، فإن البابا يمكن أن يزور في الأردن مخيما للاجئين السوريين. وكان البابا فرنسيس تلقى دعوات من الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس والرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى زيارة المنطقة خلال لقاءين معهما في الفاتيكان. وفي فبراير (شباط) 2013 وللمرة الأولى استخدم الكرسي الرسولي تعبير «دولة فلسطين» بعد اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين كدولة مراقب غير عضو في المنظمة الدولية. وقد عبر الفاتيكان مرات عدة عن «الأمل» في التوصل إلى «حل عادل ودائم» للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني.