×
محافظة المدينة المنورة

"سبق" تقف على مسرح جريمة "تعوذ من الشيطان يا وائل"

صورة الخبر

سبق الجمهور إلى عرض ماغي للممثل البريطاني بيب أبتون المتخصص بعروض المونودراما للعديد من الشخصيات العالمية، فضوله الكبير لمعرفة مدى نجاح الممثل في تجسيد شخصية مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة. ومن اللحظات الأولى استغرق الجميع في العمل وتفاعل مع الممثل بعفوية. يتعرف الحضور في البداية إلى الممثل سايمون الذي يقرأ رسالة أخيه وهو يضع المساحيق ويرتدي الثياب ليقوم بتأدية شخصية المرأة الحديدية بإتقان، وتتضمن الرسالة تساؤل شقيقه: ما الذي فعلَته بوالدنا تلك المرأة؟ الديك والدجاجة ويبدأ العرض بتقمصه لبرود شخصية مارغريت المتحفظة التي تخطب في الجمهور الماثل أمامها، بأسلوب كوميدي جاد يعكس سلطة حضورها وحنكتها، عبر قوله: أدركت خلال وصولي من الفجيرة بالتاكسي ما كتب على الكثير من اللوحات الإعلانية التي تقول مالك يعود إليك والآن عاد إليكم مالكم، لتتحدث عن تجربتها كامرأة فرضت مكانتها في عالم السياسة دون منازع ويقول: لا يعنيني كما يهم الساسة اليوم اكتساب الصداقات ورضا الآخرين بل اعتمد سياسة المساومة من الطرفين والالتقاء في منتصف الطريق، ونجاحي نابع من اعتماد خبرة المرأة التي تدير بيتها بجدارة أكثر من السياسي الذي يدير بلده. فإن أردت الكلام فاسأل الرجل وإن أردت الفعل فاسأل المرأة، يكفي القول إن الديك يصيح والدجاجة تضع البيض. نقد ساخر وبهذا الأسلوب تابعت مارغريت خطابها لتطلب من الجمهور طرح الأسئلة أياً كانت لتجيب عنها قائلة بجدية ربما يتوجب على البعض منكم التفكير لأول مرة. وبلا تردد وبإيقاع الشخصية وفلسفتها وقناعاتها يجيب الممثل عن أسئلة الجمهور الذي كان يصفق مع كل إجابة. وتختم الشخصية اللقاء بقولها لا يعنيني رأيكم فأنا أقول ما أريد وأفعل ما أريد دون الإذعان لأي من السياسيين، وإن لم تعجبكم أجوبتي يكفي أني صادقة. حقيبة يدها وتنتقل إلى الحديث عن حقيبة يدها التي تعكس أنوثتها من جهة، ومن جهة أخرى ما تحمله فيها، فما إن يتحدث أحد الساسة مقتبساً إحصائيات عن إحدى الدراسات حتى تخرج من حقيبتها الورقة التي تحمل الإحصائيات التي يقدمها لها فريق كامل من الباحثين، وتبين له خطأه حتى بات السياسيون يخشون لحظة فتحها لحقيبتها، وكم يتنفسون الصعداء حينما تخرج قلم أحمر الشفاه بدلاً من الورقة. انهيار القناعة ويقترب المتابع للعرض من بلورة قناعته أن الممثل بيب متعاطف مع شخصية مارغريت ويقدم صورة إيجابية عنها بأسلوب نصه النقدي. لكن سرعان ما يتفاجأ بانهيار قناعته حينما ينتهي الممثل سايمون من أداء دور ماغي، ليعود إلى نفسه وسؤال رسالة أخيه ما الذي فعلَته بوالدنا؟ هل نسيت. ويبدأ سايمون بسرد قصة والده الذي كان يعمل في منجم للفحم، وكيف كانت السعادة تخيّم على العائلة وعائلات العاملين خلال احتفالية، ولم يمض وقت طويل حتى أمرت تلك الشريرة بإغلاق المناجم، وتسريح أكثر من 1340 عاملاً، وجدوا أنفسهم عاطلين عن العمل. مفاجأة النهاية وتحولت حياة الأسرة إلى جحيم حيث وجد الأب نفسه عاطلاً عن العمل، رافضاً تقبل الواقع ومتابعة حياته ليقضي معظم وقته وعلى مدى 20 عاماً مع زملائه الذين يشاركون المأساة نفسها، في الحانة يثملون ويتحدثون بنقمة عن تلك المرأة التي دمرت حياتهم. ويقول سايمون إنه ذهب إلى لندن ودرس التمثيل وحينما عاد، سخر والده من مهنته التي لا يعتبرها عملاً يليق برجل، ورفض التواصل معه كابن. وبالطبع يعرف من يتابع مجريات الأحداث في بريطانيا أن من أمر بإغلاق تلك المناجم التي كانت توفر وقود الفحم لسكان البلد ما هي إلا المرأة الحديدية. جائزة كازانوف كرّم المهندس محمد سيف الأفخم مدير المهرجان ورئيس الهيئة الدولية للمسرح وتوبياس بيانكون المدير العام للهيئة، الفنان بيب آتون، بمنحه جائزة كازانوف لأثر مسيرته المسرحية في فن المونودراما. ويُذكر أن هذه الجائزة تمنحها لجنة التحكيم الخاصة من الرابطة الدولية للمونودراما، ويترأسها مدير مهرجان الفجيرة الدولي للفنون، وبتمويل من هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وسبق أن منحت الجائزة الأولى منها إلى الممثلة الليتوانية بيروتي مار في الدورة السابعة من مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما.