مشكلة العالم اليوم أن الإنسان المتحكم به يفكر ويعيش بطريقة فردية ومنفصلة تقوم على الاتصال العقلاني فقط وهذه الطريقة الأحادية بدائية جداً رغم ادعائها للحضارة لأنها ببساطة عزلت الإنسان عن فكرة وحدة شمولية الكون وجعلته سجيناً لفكرة واقع اخترعه وصدقه وهي انه ذاتٌ قائمة بنفسها .. متجاهلاً أن هذا الوعي هو وعيٌ متخلف .. بل هي الطبيعة لثمرة غير مكتملة النضج ! *** أيها القارىء ..حاول أن ترسم معي جسداً مبسطاً على ورقة ثم ارسم له رأساً والآن تأمل وتخيل معي هذه الصورة الجسد بهذه الصورة هو العالم من حولك .. وأنت العقل فيه والآن لو اقتنعت بالفكرة وأنك الجزء المتحكم بهذه الدنيا.. فلماذا إذن تدمره ..وتلوثه بالكيميائي ..وتقطع أوصاله بالحروب .. ألم تفهم بعد أن الأمراض التي تصيبك هي بالفعل ...ماتجنيه يداك ! *** هل أبدو غريبة لو قلت إننا لن نستطيع أن نتذوق طعم السلام في هذا العالم مادمنا لن تنازل عن فكرة أنه لكي أفرح أنا يجب أن يبكي غيري لكي أشبع أنا يجب أن يجوع غيري لكي أعيش أنا...لابد من موت غيري ؟ وأن مصطلح النصر والخير والطيب لا يجب أن يطلق على أي فعل مادام هذا الفعل مبنياً على انكسار وقهر الآخرين خذ الفوز والغلبة والثراء مثالاً خصوصاً لو اقتنعت أن غيرك ..هو جزء من هذا الكون وبالتالي هو جزءٌ منك ..! *** أيها الإنسان .. لم يعد يخفى على المثقف والمتعلم أن الحقائق العلمية الحديثة تثبت أنك مخلوق من نفس التكوين ذاته مع كل الكائنات من حولك .. الجبل ..الشجرة ...الماء ...الغيوم ..النجوم ..الأحجار ..الحيوان ..الخ كل شيء من نفس الفوتونات . ..والإليكترونات نفسها والأدهى من ذلك كله .. أن كل هذه الجسيمات متصلة ببعضها في بحر أثيري من الطاقة عبر حالة فيزيائية تسمى التشابك أو الترابط ..فماذا يعني هذا ؟؟ لو اقتنعت بهذا أيها القارىء تكون قد خطوت أولى خطوات التحضر الحقيقي ومن يدري .. قد تستطيع عن قريب أن تتخاطر روحانياً أو فكرياً مع غيرك من الكائنات .. نعم لا تستغرب..قد تفعلها يوماً .. ..ولكن للأسف قد يتهمونك حينها بالدروشة !! *** على الرصيف لا يمكن لأي مجتمع أن يحرر امرأة مادام الرجل فيه لا يستطيع أن يتحرر منها حتى بأفكاره ! albatuol21@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (12) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain