لو تعثرت قدمك في حفرة جداوية ثم سقطت وانفتح رأسك - لا سمح الله - لا تسمح لـ«سيمي» بخياطة وتقطيب جروحك. لا تذهب بعقلك بعيدا، الاسم ليس لممرضة بل خيط مخصص لحياكة الجروح حظرته هيئة الغذاء والدواء بعد أن تبين أنه مقلد تقليدا مغشوشا. (يستخدمه باعة الخضرة والفاكهة في خياطة أكياس البصل وربطات البقدونس). لا أظن أن رجال الهيئة - طبعا أقصد رجال هيئة الغذاء والدواء - قد وصلوا لكل المستشفيات الرديئة المستخدمة لخيوط «سيمي»، وإلا فما قولكم في رجل من قرية بجانب قريتنا، يعني (قروي) مثلي، خضع قبل سنوات إلى جراحة لإزالة المرارة، فتبين أن المرارة صامدة في بطنه «كجلمود صخر حطه السيل من عل»، فما الذي أزاله الطبيب مع الخيط؟ السؤال بالطبع محول إلى السباك الذي استقدمه ذلك المستشفى بمهنة فني أشعة! يقول صديقي بشير، إن درويشا من أصدقائه شعر بألم في بطنه، فوجهه الطبيب إلى كشف أشعة في الطابق الثاني من المستشفى، وعندما فتح له المصعد ليصعد للطابق الثاني استقبلته مصابيح ومرايات المصعد بالحفاوة والتكريم فاعتقد أنه في غرفة الأشعة، فتحرر من ملابسه سريعا وما إن انفتح الباب عندما بلغ الدور الثاني إلا وممرضة آسيوية تنتظر المصعد، ولكنها صدمت صدمة قروية - من منظر صاحب بشير - فصرخت من هول المنظر. وفي المقابل، صاح صاحبنا مذعورا وهو يردد: لا تقولي سرطان! ليس خيط «سيمي» هو المتهم الوحيد في عثرات وأخطاء الدكاكين المسماة طبية والتي للأسف، انتشرت بغرض الاتجار بأوجاع الناس وحلب جيوبهم، إذ يجبر المراجع لتلك الدكاكين على الخضوع إلى جملة من الفحوصات والتحاليل غير المطلوبة لاستنزاف جيوبه وجيوب أسرته.. فالطبيب تزاد حوافزه ومكافآته في تلك العيادات بعدد مرضاه ومطلوباته من الفحص والتحليل والأشعة وهو أمر لا تفطن له وزارة الصحة التي تلاحق الأخطاء والخيوط فقط ولا ترمم الثقوب الواضحة في ضمائر بعض الأطباء (السمكرية) الذين يفرضون على ضحاياهم الدفع في كل حين.. لاحظوا كلمة «ادفع» على أبواب غالبية المستشفيات! ysahmedy@gmail.com