دمشق - لندن: «الشرق الأوسط» تمكنت القوات النظامية السورية مدعومة من عناصر حزب الله اللبناني من السيطرة على معظم حي الخالدية المحوري في مدينة حمص، وسط سوريا، بعد شهر على انطلاق حملتها لاستعادة المعاقل الباقية للمعارضة في ثالث كبرى مدن البلاد. ويسعى نظام الرئيس بشار الأسد إلى السيطرة على هذا الحي الذي أصابه دمار هائل، لفصل الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة، لا سيما في حمص القديمة وإحكام الطوق حولها، تمهيدا لاستعادة كامل المدينة. ويأتي التقدم في الخالدية بعد نحو شهرين من سيطرة النظام وحزب الله على منطقة القصير الاستراتيجية في ريف حمص، والتي بقيت تحت سيطرة المعارضين لأكثر من عام. وقال التلفزيون الرسمي السوري إن «الجيش العربي السوري يواصل ملاحقة فلول الإرهابيين في حي الخالدية بعد سيطرته شبه الكاملة على الحي» الواقع في شمال المدينة. وأشار التلفزيون إلى أن القوات النظامية باتت تسيطر على «80 في المائة» من الحي، ناقلا عن أحد القادة الميدانيين أنه سيتم «تحرير الجزء الشمالي من حي الخالدية خلال 48 ساعة». وبثت القناة صورا تظهر دمارا هائلا في مباني الحي التي انهار بعضها بشكل شبه كامل، بينما يغطي الركام الشوارع المقفرة. من جهته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية، إن «القوات النظامية وعناصر من الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني تقدمت في الخالدية وسيطرت على معظم الحي، لكن الاشتباكات لا تزال مستمرة في المناطق الجنوبية والشمالية منه». وكانت القوات النظامية سيطرت مساء أول من أمس (السبت) على مسجد الصحابي خالد بن الوليد الواقع في وسط الحي، بحسب المرصد والإعلام الرسمي السوري. وعرضت قناة «الميادين» الفضائية التي تتخذ من بيروت مقرا لقطات من داخل المسجد الكبير ذي الهندسة المملوكية، والذي أصابه دمار واسع. ورفع الجنود علم سوريا في داخل حرم المسجد بعد السيطرة عليه، بحسب ما ظهر في اللقطات. وأفاد المرصد بأن المسجد يعد من أبرز معالم المدينة «حيث كان يجود به المقاتلون المعارضون». وكان مقام الصحابي قد تعرض للدمار مطلع الأسبوع بسبب القصف من القوات النظامية. وقال القائد الميداني للتلفزيون السوري إن المقاتلين حولوا المسجد إلى «مقر لعملياتهم الإجرامية»، وجعلوا منه «مخزنا للسلاح والذخيرة». من جهته، قلل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة من أهمية التقدم في الخالدية، معتبرا في بيان أنه «انتصارات وهمية (...) يروج لها النظام المتهالك». وتحاصر القوات النظامية منذ أكثر من عام الخالدية وأحياء حمص القديمة. وبدأت هذه القوات وعناصر الدفاع الوطني وحزب الله قبل 29 يوما، حملة عسكرية واسعة للسيطرة على هذه المناطق، آخر معاقل المعارضين في المدينة التي يعدها الناشطون «عاصمة الثورة» التي اندلعت ضد النظام منتصف مارس (آذار) 2011. وكانت أعمال العنف قد أدت أول من أمس إلى مقتل 121 شخصا في مناطق مختلفة، وأفاد المرصد أمس بارتفاع حصيلة سقوط صاروخ أرض أرض على حي باب النيرب في جنوب مدينة حلب (شمال) يوم الجمعة الماضي إلى 32 شخصا. وكان المرصد قد أوضح أن الصاروخ الذي أصاب منازل مدنيين، كان يستهدف مقرات لـ«الدولة الإسلامية في العراق والشام»، إحدى المجموعات المقاتلة ضد النظام والمرتبطة بتنظيم القاعدة. وأدى النزاع السوري المستمر منذ أكثر من عامين إلى مقتل أكثر من 100 ألف شخص، بحسب أرقام الأمم المتحدة.