رفضت المديرية العامة للدفاع المدني، الحملات التشكيكية التي تشير إلى تقاعسها عن انتشال جثة الطفلة "لمى الروقي" من البئر التي سقطت فيها قبل نحو 15 يوماً في تبوك، مستشهدة بسلامة إجراءاتها المنفذة في الإنقاذ، مؤكدة أن تقارير الخبراء والاستشاريين الذين حضروا للموقع أكدوا سلامة تلك الإجراءات ومن بينهم خبراء شركة أرامكو. وقال لـ "الاقتصادية" العقيد ممدوح العنزي الناطق الإعلامي للدفاع المدني في تبوك، إن جميع المستشارين والخبراء الذين شاركوا في عمليات البحث، وصفوا عملنا بالعلمي، مشيراً إلى أن جميع رجالات الدفاع المدني الذين يعملون في الموقع يعتبرون الطفلة "لمى الروقي" ابنتهم، ويعدون ذلك واجبا إنسانيا قبل أن يكون عملا إلزاميا، موضحا أنهم يعملون على شفط الرمال، تمهيداً لنزول الحفار القادم من شركة "أرامكو" من المنطقة الشرقية الذي لم يصل (حتى ساعة إعداد الخبر)، مطالباً وسائل الإعلام بتحري الدقة في كل ما يقال بشأن عمليات البحث والإنقاذ عن جثمان الطفلة "لمى" والتأكد من صحة المعلومات من مصادرها الموثقة، لتجنب الإثارة والبلبلة. الدفاع المدني يعاين بئرا مكشوفة. الاقتصادية - 3 يناير 2014 ودعا الناطق الإعلامي باسم الدفاع المدني في تبوك المشككين في أعمالهم إلى زيارة الموقع، لكي يروا بأنفسهم الإجراءات والأعمال كما هي على أرض الواقع. وقال إن 12 جهة حكومية وأهلية شاركت في عمليات البحث عن جثمان "لمى" التي سقطت في إحدى الآبار الارتوازية في وادي الأسمر في محافظة حقل في منطقة تبوك، بما فيه خبراء من شركة أرامكو السعودية وجامعة تبوك وهيئة المساحة الجيولوجية. وأوضح العنزي أن أعمال البحث مستمرة على مدار الساعة بمشاركة الجميع، مثمناً الدور الفاعل الذي تقوم به شركة أرامكو التي يوجد خبراؤها في موقع الحادث منذ الساعات الأولى، بناء على طلب من الدفاع المدني. ووفرت المديرية العامة للدفاع المدني كل الإمكانات لرجال الدفاع المدني في منطقة تبوك، وقدمت كل الدعم والإسناد الآلي والبشري من أجل سرعة العثور على جثمان الطفلة "لمى"، واستمرار أعمال الحفر على مدار الساعة، حيث تباشر الفرق الميدانية بالتناوب على رفع الأتربة والصخور في البئر بطرق عديدة رغم الصعوبات والمخاطر البالغة وتنوع الطبيعة الجغرافية للمواقع صخور صلبة ورمال متحركة التي تتطلب درجات عالية من إجراءات السلامة من أجل سلامة العاملين. وأضاف العنزي: "أن عمليات الحفر والبحث تتطلب التوقف بين الحين والآخر لتقييم مستوى الخطورة للعاملين، لكي تعاود الفرق عملها بعد إزالة الأخطار، مما يتطلب بعض الوقت في التعامل مع هذه النوعية من الحوادث". إلى ذلك، دعا المهندس محمد الخريف، وكيل الأمين العام لبلديات منطقة الرياض، المواطنين والمقيمين إلى سرعة إبلاغ البلدية والدفاع المدني عن الآبار المكشوفة، حال اكتشافها، من أجل ضمان حصرها وإنهاء خطورتها. وأوضح الخريف عبر حسابه في موقع "تويتر" أن بلديات منطقة الرياض تعمل لحصر الآبار المكشوفة بالتعاون مع الدفاع المدني، وقال:" نأمل من المواطنين إبلاغ البلدية عن أية آبار قد يترتب عليها مخاطر" . وكانت لمى ذات الستة أعوام، قد سقطت في بئر مكشوفة، يصل عمقها 114 مترا، وغير محاطة بأي سياج أو علامات تحذيرية، في 20 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وتمكن الدفاع المدني خلال الأيام الماضية من العثور على دمية الطفلة في البئر، دون أن يتمكن من العثور على الطفلة نفسها، وسط رواج شائعات واتهامات وانتقادات أنهم وصلوا لجثة الطفلة ولكنها انزلقت منهم، وهو الأمر الذي نفاه الدفاع المدني. وتعاطف المواطنون والمقيمون مع قصة "لمى"، حيث حقق وسم الطفلة "الروقي" قائمة الأكثر الهاشتاقات نشاطاً، منذ سقطوها في البئر، حيث عبر المغردون عن دعائهم لذوي الطفلة، وأن يجعلها شفيعة لهم.