عنوان الكتاب: فلسطين: السلام وليس الفصل العنصري المؤلف: جيمي كارتر الناشر: سايمون و شوستر مؤلف هذا الكتاب هو جيمي كارتر الرئيس الأمريكي الأسبق وقد ظل لفترة طويلة مهتمًا للغاية ومشاركًا بصورة ملحوظة في المساعدة لإحلال السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل وواظب على سعيه هذا خلال سنوات عديدة، يعود تاريخها إلى ما قبل أن يصبح رئيسا . والكتاب يروي تجاربه ، بما في ذلك العديد من رحلاته الأخيرة للمنطقة ويتضمن تقييمه لما يجب القيام به في المستقبل من قبل كلا الجانبين. استعرض كارتر الصعوبات التي اعترضت مسار عمليات السلام ، وأورد الكاتب مثالًا عن كيف أصبحت الأمور أكثر سوءًا على مر السنين، فعند جسر اللنبي وهو نقطة العبور الرئيسية من إسرائيل إلى الأردن في عام 1973 ، كان هناك طوفان من الناس يسيرون في كلا الاتجاهين الآلاف من العرب كانوا يزورون إسرائيل بحرية، وكانت نقطة العبور رمزية أكثر من كونها فعلية لكن في عام 1983 أصبحت تلك الحشود تتباطأ في سيرها إلى حد كبير.. وأصبح الجنود الإسرائيليون موجودين في كل مكان وظهرت طوابير من الناس بطول مئات الأمتار وبعضهم يظل في الانتظار عند المعبر لعدة أيام وأي منتجات فلسطينية كان ينوي الراغبون في العبور بيعها في الأردن كانت فرصتها ضئيلة في أن تصل للأسواق الأردنية قبل أن تفسد . وأورد كارتر في كتابه أيضًا كيف أن إسرائيل تقوم بمصادرة الأراضي الفلسطينية وكيف تقوم باحتجاز السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية لفترات طويلة من الزمن بذريعة ما يسمى بـ»الاحتجاز الإداري» وكيف تقوم بتدمير مساكن الفلسطينيين مع إشعارات نادرة بقرار الهدم أو بدون أي إشعار وفي كثير من الأحيان يتم ذلك الهدم بدون أي سبب.وتم بناء الحاجز الفاصل أو الجدار العازل حول الضفة الغربية لجعل مهمة النشطاء الفلسطينيين لشن هجمات على إسرائيل مهمة عسيرة فإذا تم بناؤه على الخط الأخضر (الحدود الفلسطينية الإسرائيلية غير الرسمية)لأن إسرائيل لم تقم أبدًا بترسيم حدودها فسيكون هناك بعض التذمر فأجزاء من هذا الجدار العازل قد بنيت بكيلومترات داخل الأراضي الفلسطينية باقتطاع مزيد من الأراضي ، أما الأراضي قرب الجدار التي تم إخلاؤها وطرق الوصول غلى الجدار والخنادق وغيرها التي تتوازى مع الجدار كانت كلها على الجانب الفلسطيني وليس الجانب الإسرائيلي من الجدار العازل. انتقادات الرئيس كارتر في كتابه هذا كانت عديدة على الإسرائيليين لكن الفلسطينيين لم يسلموا من انتقاداته فهو يرى إن قتل المدنيين الإسرائيليين بواسطة انتحاريين فلسطينيين لا يخدم عملية السلام وتقود فقط لمزيد من الانتقام الإسرائيلي ويقول الكاتب أيضا إن غياب الصوت الفلسطيني الموحد لا يساعد أيضًا في إحراز تقدم في عمليات السلام. وقال الرئيس الأسبق جيمي كارتر في كتابه الهام هذا إن من بين القرارات والخطوات المطلوبة للتقدم في عملية السلام الاعتراف بسيادة إسرائيل في الحدود ما قبل عام 1967م ونادى بضرورة أن يكون هذا الاعتراف معلنًا عنه أمام الرأي العام على أن يتوقف كل عنف ضد إسرائيل وعلى إسرائيل أيضا أن تقوم بترسيم حدودها. يقول الكاتب عن استطلاعات الرأي التي جرت مؤخرا أوضحت أن المواطنين في كلا الجانبين كانوا راغبين بأغلبية كبيرة بقبول الحل على أساس الدولتين لكن السياسيين لم تصلهم رسالة الموطنين هذه بعد. وقال الرئيس الأسبق كارتر إن ثمة عقبة أخرى في طريق إحلال سلام دائم تتمثل في عدم وجود حوار داخل أمريكا شيئًا أكثر من العبارات الجامدة النمطية المعروفة تلك من نوع (الإسرائيليون جيدون والفلسطينيون سيئون) . وإذا كان هناك حوار من النوع الذي دعا له الكاتب فإن كتبًا مثل كتابه هذا ستكون مطلوبة وهي ستكون كتبًا تستحق القراءة.