بيروت الخليج: بدأ رئيس الحكومة تمام سلام سلسلة اتصالات تمهيداً لقيامه بجولة خليجية تبدأ من السعودية وتشمل معظم دول التعاون الخليجي بعدما فوّضه مجلس الوزراء القيام بما يلزم لتصويب العلاقة مع الدول الخليجية، فيما واصلت الوفود الشعبية والسياسية زيارة مقر السفارة السعودية في بيروت للتعبير عن تضامنها مع المملكة واستنكار الحملة المغرضة عليها. وقد استقبل سلام في السراي أمس السفير السعودي علي عواض عسيري بحضور القائم بأعمال السفارة ماجد الشراري، وتم البحث في العلاقات اللبنانية - السعودية. وبعد اللقاء اكتفى السفير عسيري بالقول: زيارتي إلى السراي اليوم جاءت بناء على دعوة من الرئيس سلام الذي حملني رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين وسأنقلها نصا وروحا إلى قيادتي الرشيدة، فيما قالت مصادر متابعة إن سلام أبدى رغيته بزيارة السعودية لشرح الموقف اللبناني وتصحيح مسار العلاقة مع دول الخليج، مؤكداً حرصه عليها، ومشيراً إلى أنها علاقات تاريخية لا تهزها مواقف عابرة لا تعبر عن رأي معظم اللبنانيين. وواصلت الوفود الشعبية المتضامنة والعديد من النواب والوزراء من 14 آذار والحزب التقدمي الاشتراكي وغيرهم زيارة مقر السفارة السعودية، ومن أبرزهم رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي الذي دعا الفرقاء اللبنانيين إلى أن يعوا تماماً التاريخ العميق للعلاقات اللبنانية - السعودية، وأن يحدوا من السجالات والمناكفات في هذه الظروف الصعبة بالذات، وقال إنه من حظ لبنان اليوم ان القيادة في السعودية هي بيد الملك سلمان بن عبد العزيز الذي يعرف تماماً خصائص لبنان وأوضاعه وما نمر به، معربا عن ثقته بحكمة ورؤية الملك سلمان البعيدة التي يمكنها استيعاب الموضوع القائم حاليا، واحتضان لبنان واللبنانيين. وأكد وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور بعد زيارته سفارة المملكة أن كل القضايا التي تعنى بأمن العرب تعنينا وملتزمون بالإجماع العربي، وقال: ملتزمون بالإجماع العربي في كل قضايا البلاد في ظل تدخل جهات خارجية أولها إيران، مشدداً على أن بعض الجحود اللبناني على السعودية لا يمثل كل اللبنانيين. وفي هذا السياق أكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري من العاصمة البلجيكية بروكسل مساء الثلاثاء، أن السعودية هي دولة عربية، ونحن أيضاً دولة عربية، وليس هناك من مصلحة على الإطلاق في أن يكون هناك خلاف بين لبنان وأي دولة عربية، وما حصل هو نتيجة معادلات سواء في سوريا أو العراق، ونحن لدينا في لبنان أطراف وأحزاب ونتمتع بحرية الرأي، وما حصل أن السعودية تأثرت وأوقفت الهبة، وقد جرت معالجة الأمر في الحكومة وخرجنا بصيغة واحدة لتلافي أي خلاف مع أي بلد عربي، فنحن بلد عربي ونؤكد هذا الموضوع، لافتاً إلىأن الحكومة ستبقى، وهي استطاعت حيال موضوع حساس أن تقف موقفاً موحداً، ولا يوجد خطر إيقافها. كما اعتبر رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ان لبنان وشعبه معرضان للخطر من كل النواحي، والتصريحات غير المسؤولة تهدد اللبنانيين في الخارج وينبغي تغيير الموقف من خلال إجماع وتفاهم محلي، ومن أجل الأغلبية الصامتة التي لا علاقة لها مع الصراعات الإقليمية، وقال في تغريدة على تويتر أمس، نحن بانتظار انتخاب الرئيس المستقبلي ونتمنى أن يحصل ذلك بأسرع وقت ممكن.