×
محافظة المنطقة الشرقية

السعودية تتهم أحد كبار المسؤولين بالحكومة اللبنانية وتدعو بيروت لمعالجة أخطائها بشجاعة

صورة الخبر

يجمع المتنافسون الخمسة على منصب رئيس الفيفا، ولا نختلف في ذلك معهم، على أن الجمعة التي تشهد «عمومية» تنتخب رئيساً جديداً سيكون يوماً تاريخياً في حياة الفيفا الذي يمتد لـ 112 عاماً. تاريخية اللحظة في أن الجمعية العمومية ستنتخب قائداً جديداً خرج من الربيع الموجوع الذي خسف الأرض ببلاتر، وتاريخيتها في أن القائد الجديد له كيمياء مختلفة وتركيبة رياضية وفكرية مختلفة، وتاريخيتها في أن الفيفا تدخل انعطافة كبيرة، حيث الزمن هو زمن تصحيح الأعطاب وتقويم الاعوجاجات، والقطع مع كل المسلكيات الشاذة التي أخذت الفيفا لمستنقعات الفضيحة. اللحظة بكل إسقاطاتها هي لحظة لاستعادة النزاهة المفقودة، وتجميل الوجه المندوب، وانتشال الكرامة من الوحل، فهل نحن واقعيون في حدس الصورة التي ستأتي بها هذه الجمعية العمومية أم طوباويون؟ لو فتشنا في الخطابات التي صاغها المتنافسون الخمسة، لوجدنا أن نقطة الالتقاء برغم اختلاف الرؤى، هي في الإجماع على ضرورة تحريك مسلسل الإصلاحات لتخليص الفيفا من الصورة المشوهة التي ركبتها الوقائع منذ سقوط أول حصن من حصون الفساد. تصدر هذه الانتخابات الكثير من الصور المتناقضة، فهناك صورة الإصلاح الواقعي، وصورة التحالفات القارية التي تضبطها لغة المصالح المشتركة، وصورة البطش السياسي الذي ما خلا منه أي فضاء انتخابي رياضي عالمي، لذلك فإن الجمعية بأن تلزم القيادة الجديدة بتنقيح الميثاق الانتخابي، بما لا يدع مجالاً للمتاجرة بالأصوات. وقد وجدت في الخطاب الانتخابي للشيخ سلمان نزعة أخلاقية، إذ يأخذ الإصلاح عنده بعداً هيكلياً يقوم على استرداد الجانب الضائع في النزاهة، فيما يتسم برنامج إينفانتينو بما يصطلح عليه تجاوزاً بالواقعية، فهو يقر بالإصلاح، لكن يرى أساسه مادياً ينطلق من الإغداق مالياً على الاتحادات الوطنية لثني المستضعفة منها على مد اليد. وبتعارض المذهبين الإصلاحيين يتعارض المتنافسان الأبرز على منصب الرئيس في طبيعة الانتماء، فالشيخ سلمان يمثل تكتل القوى الآسيوية والأفريقية الناشئة التي تريد دوراً طلائعياً في غرفة القرار وإينفاتينو يمثل إصرار القوى المهيمنة على القبض بزمام القرار دفاعاً عن المصالح والريادة. فأي غدٍ سيكون للفيفا؟