×
محافظة المنطقة الشرقية

المستشارة الألمانية تتعرض لحادثة تزلج تسفر عن كسر في حوضها

صورة الخبر

لحظات تفصل بين الحياة والموت، قد تضيع في تقاعس طبيب أو تأخر إسعاف المريض، وإهمال حالته، ولا يبدو أن هناك عقوبة رادعة تجبر بعض الأطباء والمسئولين على التعامل مع المرضى بشكل إنساني، في ظل تأخر التحقيق من قبل الجهات المعنية، الأمر الذي يتسبب في تكرار حوادث الإهمال، ما يجعل ذوو الضحايا يفقدون الأمل ولسان حالهم يقول" إلى الله المشتكى". صحيفة" عكاظ" فتحت ملف الأخطاء الطبية والتزام وزارة الصحة الصمت إزاء الشكاوى المقدمة في بعض الأطباء والتي أودت بحياة عدد من المرضى.  فمنذ 10 شهور مازالت قضية زهير عبدربه ضد الهلال الأحمر ومستشفى خاص حبيسة الأدراج في صحة جدة، بعد أن راحت زوجته ضحية لخطأ طبي بسبب إهمال وتشخيص خاطئ تسببا بدخولها غيبوبة مستمرة، حتى توفيت وفقا لقوله. يقول عبدربه "تقدمت بشكوى ضد المتسببين في الإهمال والأخطاء الطبية لصحة جدة وتحديدا إلى لجنة المتابعة الفنية، التي حققت معي لمرة واحدة وسجلت كل تفاصيل شكواي، ثم وعدوني باتصال لمتابعة قضيتي وأعطوني بعض الأرقام للاستفسار، والآن مضت عشرة أشهر ولم أجد أي اتصال ولم يرد أحد على الهواتف التي أعطيت لي، ولا تزال قضيتي حبيسة الأدراج منذ وفاة زوجتي". قصة مفجعة عاشها زهير عندما سقطت زوجته بعد إصابتها بأزمة قلبية مفاجئة بعد عودتها صباحا من توصيل الأبناء للمدارس برفقة السائق، يقول " فجأة سقطت أرضا ولم تستطع التنفس، فبادرنا بالاستعانة هاتفيا بالهلال الأحمر لإسعافها، إلا أن تدهور حالتها، جعلنا لا ننتظر وصول الإسعاف، وعملنا على الإسراع بنقلها بالسيارة إلى المستشفى القريب من المنزل، حيث كانت المأساة هناك". يتنهد زهير مستعيدا ذكرياته الحزينة : "طلبنا من المختص في الطوارئ إسعافها بإدخالها إلى الطوارئ، لكنه آثر أن يباشر الحالة داخل السيارة وفي المواقف، وبسرعة البرق اعتبرها في عداد المتوفين، مؤكدا وفاتها، لتنهار معنوياتنا، ونصر عليه أن يتأكد أكثر لإحساسنا بأن الحالة أزمة قلبية، ربما يسعفها خضوعها للأجهزة المتطورة في المستشفى بالنجاة، لكن الطبيب أصر على رأيه، وكأن الأمر تحد ونهش لكرامته، دون أن يعلم أن دوره في النهاية الحرص على أرواح المرضى والكشف عليهم مرة واثنتين والصبر على الحالات أملا في نسبة شفاء ولو كانت 1%". وواصل زهير سرد الواقعة: "اضطررنا لاستجدائه على أمل أن نرضي كبرياءه، لكنه أصر على وفاتها، رافضا إدخالها إلى الطوارئ، وبعد 20 دقيقة من بلاغ الهلال الأحمر اتصل مندوبهم للتأكد من الموقع تحديدا، إلا أننا أخبرناهم بأننا اضطررنا لنقلها للمستشفى المجاور، داعين إياهم للحضور لإسعافها، خاصة أن الطبيب رفض إدخالها للطوارئ، لكنهم أيضا رفضوا بحجة أن التعليمات تمنع مباشرة الهلال الأحمر لحالة طارئة في مستشفى لنقلها لمستشفى آخر". اضطر الزوج لمواصلة رحلة إسعافها بنقلها بسيارته لمستشفى خاص آخر، حيث تعرفوا هناك فورا على حالتها، واستوعبوها في الطوارئ، ليعاود نبضها العمل، لكن الأطباء أكدوا أن تأخيرا في إسعافها لأكثر من 30 دقيقة، كان سببا في إدخالها في غيبوبة، وهي الدقائق التي باشر فيها الطبيب في المستشفى الأول حالتها، وكان تشخيصه لحالتها خاطئا، واستمرت في غيبوبتها حتى توفيت. توجهت الصحيفة إلى الجانب الآخر للوقوف على أسباب تأخر التحقيق ، حيث أكد مدير الشؤون الفنية بصحة جدة الدكتور محمد عباس، أن إجراءات التحقيق في قضة السيدة المتوفية قد بدأت في حينها إلا أن هناك لجانا تقوم بالتحقيق المبدئي في القضية بعد تقديم الأوراق وتعمل على دراستها ما يستغرق ستة أشهر تقريبا. وأضاف أنه بعد التأكد من وجود خطأ طبي، تعاد القضية الى الادارة الفنية التي تقوم بتحويلها الى اللجنة الطبية الشرعية، والتي تقوم بالتحقيق فيها لفترة ستة أشهر أخرى وقبل نطق الحكم يستدعى الطرفان الى الجلسة النهائية التي يستطيع بعدها الطرفان التظلم بديوان المظالم.   وعزا مدير المتابعة الفنية التأخير إلى أن هناك ثلاثة آلاف قضية يحقق فيها خمسة أعضاء من اللجنة فقط، مشيرا إلى أنه عادة ما تستغرق القضايا قرابة عام كامل وقد يزيد، بسبب قلة عدد أعضاء لجان التحقيق، لافتا إلى أنهم يحتاجون الى 40 طبيبا لإنهاء قضايا الأخطاء الطبية في صحة جدة خلال ثلاثة أشهر.