×
محافظة المنطقة الشرقية

«باناسونيك» تكشف عن هواتف ذكية جديدة

صورة الخبر

تحدثتُ في مقالَيْن سابقَيْن عن "السعودي الجديد"، والمتغيرات الحادثة في سياسة المملكة العربية السعودية. وانصب الحديث على سعوديي الداخل، أي المواطنين في داخل السعودية، ولم نتناول في حديثنا أثر هذه السياسة على سعوديي الخارج.     وقد وجدتُ من المحتم أن نتناول أثر سياسة السعودية على المواطنين في الخارج؛ لأهميته الشديدة، خاصة في هذا الوقت الذي تمتد فيهسياسة السعودية إلى خارج حدودها لإيقاف الأنشطة الضارة بأمنها على وجه الخصوص، وأمن الخليج على وجه العموم.     وبين يدي هذا الحديث لا بد أن نتذكر أن عدد المواطنين السعوديين في الخارج، الذين ربما يهاجرون لفترات زمنية طويلة، في ازدياد مستمر؛ إذيقيم الآن نحو مليون سعودي في الخارج، يمثلون خمسة في المائة من السكان، ويقيم أكثرهم في مصر وبريطانيا وأمريكا، إلى جانب الإمارات ولبنان والمغرب.     وهجرة بعض المواطنين للخارج لا تُسقط حقهم في الرعاية ومعرفةأحوالهم المعيشية والاجتماعية، وحفظ حقوقهم، وتسهيل تواصلهم مع بلدهم الأصلي؛ إذ تعرَّض كثير منهم لمشكلات اجتماعية وسياسية واقتصادية وأمنية، والحيلولة دون أن يشكِّل وجودهم خارج الوطن خطراً على الأمن القومي للبلاد.     بل يجب على الدولة أن تعتمد سياسات، تجعلها على تواصل مباشر مع هؤلاء المواطنين، خاصة مع حدوث أزمات أو توقُّع حدوث أزمات، على نحو ما يحدث في لبنان؛ إذ دخلت العلاقات السعودية مع لبنان في طورأزمة، قد تستغلها بعض الأطراف في الإضرار بالمواطنين السعوديين في الخارج.     إن السياسة الخارجية الفعَّالة للمملكة في الآونة الأخيرة تعني في الأعراف السياسية صناعة أعداء. وهؤلاء الأعداء سيتربصون بمصالحالسعودية في الخارج أيما تربص، وقد يكون المواطن السعودي في الخارج أحد هذه الأهداف، بل في مقدمة هذه الأهداف.     إن الرعاية هنا تعني في البداية تحصين المواطن السعودي من الاختراق. وبمعنى أكثر دقة ووضوحاً: وضع الوسائل والآليات الكفيلة بمنع تجنيدهم أو استغلالهم من قِبل الأعداء التقليديين والجدد في أنشطة ضارة بالسعودية.   والرعاية تعني كذلك تأمينهم ضد أية مخاطر قد تطرأ نتيجة خلافاتسياسية، ووضع الوسائل التي تكفل التدخل السريع لإجلائهم وإنقاذهم إذا ما تطورت الأوضاع، وأنذرت بما هو أسوأ، وكذلك إعداد البيئة الداخلية لتقبُّل تلك الأحداث.     مجدداً نقول: إننا يجب أن نبذل جهداً مضاعفاً، خاصة من الناحية الإعلامية؛ لإعداد المواطن السعودي لتقبُّل ما قد يستجد من أحداثسياسية، هي نتيجة حتمية للسياسة الخارجية الفعَّالة والنشطة علىأكثر من صعيد.