تعيش اسواق النفط في الوقت الراهن على وقع احداث متسارعة مدفوعة بتزايد العوامل الضاغطة على منتجي الذهب الاسود، أحداث تحمل في طياتها جانباً سلبياً وآخر إيجابي مما يصعب التنبؤ بمستقبل هذه السوق الغامضة. فها هي وكالة فيتش قد حذرت من أن الطلب المنخفض واستمرار التراجع في أسعار النفط ستواصل ضغوطها على منتجي النفط في العام الحالي ولاسيما بانخفاض مستويات السيولة لدى هؤلاء المنتجين الامر الذي سيزيد من المخاطر المحيطة بهم. تحذيرات تزامنت مع توقعات أطلقتها وكالة الطاقة الدولية من أن أسعار النفط لن تبرح مكانها على المدى القصير على أقل تقدير مشيرة إلى أن تخمة المعروض النفطي ستستمر حتى عام 2017. تحذيرات وتوقعات ما لبث ن تبعها تصريحات لمديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد التي كشفت من خلالها عن رؤيتها السلبية لاسعار النفط وتوقعها باستمرار اسعار النفط المنخفضة لفترة اطول مما كان متوقعاً. لكن وعلى الرغم من هذا الطابع السلبي الذي اعطته هذه التصريحات للذهب الاسود الا ان اسواق النفط عاشت جوا من التفاؤل في الاونة الاخيرة ولاسيما مع الجو الايجابي الذي ساد بين الاطراف المنتجة للخام خلال اجتماعاتها في الايام الماضية والتي سيدعمها الاجتماع المرتقب لوزير النفط السعودي مع منتجي الخام الامريكي. ايجابية زادت حدتها مع اعلان الامين العام لمنظمة اوبك عن ان كبار منتجي النفط سيدرسون خطوات اضافية للتخفيف من تخمة المعروض في اسواق النفط وذلك في حال نجاح اتفاق تثبيت الانتاج، والذي توقع حوله وزير النفط الفنزويلي عن ان نجاح هذا الاتفاق سيرفع اسعار النفط باكثر من 10 دولارات على اقل تقدير. إذاً هو جو متضارب في المواقف والتصريحات الا ان الطابع الغالب عليه هو ان اسواق الخام في طريقها الى تحديد مصيرها في القريب العاجل.