أكد المختص بالسياسة الأميركية في الشرق الأوسط، صلاح المختار، في حديث إلى "الوطن" أن إيران تحتل العراق عمليا، إذ استخدمت الأحزاب التابعة لها، مثل حزب الدعوة والمجلس الأعلى وغيرهما، للسيطرة على البلاد والحكومة والجيش وقوى الأمن. وأشار إلى أن المال العراقي يعد من أهم عناصر القوة التي وقعت بيد طهران، مستشهدا بنحو 800 مليار دولار من موارد النفط خصصت لحكومة المالكي، كي تعيد بناء العراق وتحل مشكلاته، فضلا عن الاحتياطي النقدي والمعامل والمؤسسات والآليات والأسلحة التي استولت عليها إيران بدعم أميركي. مؤكدا أن نحو 600 مليار دولار من الأموال المخصصة لحكومة المالكي، ذهبت إلى إيران لدعم عملياتها التوسعية، وكان ذلك أحد أهم أسباب استمرار التوسع الإيراني في الوطن العربي. اعترافات مسؤولين أضاف المختار أن نائب رئيس الوزراء، بهاء الأعرجي، اعترف بأن أكثر من تريليون دولار فُقدت أو سُرقت، لافتا إلى اعترافات أخرى، لم يسمّها، بسرقة موارد العراق، وفقا لتخطيط إيراني، مؤكدا أن الهدف من ذلك هو تدمير البلاد، بنشر الفقر والفوضى والتشرذم الطائفي. واستعرض المختار عوامل سهلت لطهران احتلال بغداد، وهي: القوة العسكرية، إضافة إلى المليشيات التابعة لإيران، التي بلغ عددها 50 ميليشيا مسلحة، وتمكنها من السيطرة على الوزارات، بتعيين عناصر تابعة لها في الوظائف العليا، وتسخير موارد النفط لخدمة إيران وأتباعها، ودفع الرشاوى لشراء الضمائر وتزوير الانتخابات. وأوضح أن النظام الإيراني غيّر هوية العراق سكانياً، بجلب ملايين الفرس إليها، ومنح الجنسية العراقية لأكثر من ثلاثة ملايين إيراني، وإعداد البلاد لتكون أهم قواعد طهران التي تستخدم للانطلاق نحو أقطار عربية أخرى. انتشار الأمية لفت إلى ما مارسته من تدمير مبرمج للنظام التعليمي العراقي بتنصيب أشخاص من أصول إيرانية وزراء للتربية والتعليم ورؤساء للجامعات، مما أعاد البلاد إلى عصر الأمية، مؤكدا أن ذلك عامل يسمح بوجود تضليل للناس ودفعهم لدعم حكومات طائفية وفاسدة. من جهته، أشار المتحدث باسم المجلس السياسي العام لثوار العراق، مازن التميمي، في تصريح إلى "الوطن" إلى أن إيران لم تدخل بلاده إلا بعد أن وفر الاحتلال الأميركي الغطاء والحماية لها، لتصبح الحكومة تحت الهيمنة الإيرانية، حيث أضحى سفير طهران الحاكم الفعلي في البلاد. وتابع "إيران تختار الوزراء وأعضاء البرلمان، وحتى مجالس المحافظات، وتجرأت على إعلان أن بغداد هي عاصمة الإمبراطورية الفارسية، مبينا أن أطماعها لن تتوقف عند حدود العراق بل تسعى للسيطرة على الأمة العربية كافة. وعن المليشيات التابعة لنظام طهران، أشار إلى وجود أكثر من 100 ميليشيا تحت إشراف قاسم سليماني، مشيرا إلى أن ما تفعله من إرهاب وقتل وتدمير لا يقل عن إرهاب داعش. تفجيرات سامراء أوضح التميمي أن إيران تستخدم الدين والمذهب لتمرير مشروعها القومي، وتصفّي كل القوى الوطنية التي تتقاطع مع أطماعها، سواء كانت من الشيعة العرب، أو السنة، أو الأكراد، أو أي لون وطني. واستشهد التميمي خلال حديثه، باعتراف الجنرال الأميركي ديمبسي في مؤتمر صحفي بباريس عام 2006 بأن من فجّر المراقد في سامراء، هو الحرس الثوري الإيراني، وبعلم حكومة بغداد، مشيرا إلى أن العراق كان في ذلك الوقت تحت الاحتلال الأميركي، مما يعكس حسب قوله حجم التعاون بين واشنطن وطهران.